محمد يوسف

وتذكرنا فلسطين

السبت، 01 أغسطس 2015 08:00 م


كنا بحاجة إلي صدمة عنيفة حتى نستعيد ذاكرتنا ، ونعيد فلسطين إلي خارطة أولوياتنا ، صحيح أن الثمن كان غالياً ، والجريمة التي ارتكبت تسجل واقعاً مأساوياً لشعب يحاولون قهره وإذلاله ، لكنها الضريبة ، موت ودم وسجن واضطهاد وتشريد ، مقابل الحق والحياة والحرية و النصر .

عادت فلسطين ، تذكرناها ، فهي قضية القضايا ، هي محور كل أزماتنا ، هي كل شئ ، ولا يمكن أن تكون لا شئ ، هي الأرض التي تأخذ كل من حولها بذنبها ، يوم تسرق وتهان وتدنس مقدساتها ، وهي المباركة اذا سادها العدل والسلام والاطمئنان ، هي فلسطين التي لا تزول إلا بزوال الأرض ، فهناك ، في ربوعها أولي القبلتين ، مسري رسول الله إلي البشرية جمعاء ، وثالث الحرمين الشريفيين ، وفيها حرم أبو الأنبياء وكنيسة العذراء ومهد المسيح .

كان الثمن غالياً ، ولكن متي لم يدفع في فلسطين ثمناً غالياً ؟ منذ قرابة مائة عام بدأ إحلال الأغراب مكان أهل الأرض ، تآمرت كل قوي الشر عليها وعليهم ، و تناوبت الإمبراطوريات علي تنفيذ تلك المؤامرة ، فسقطت رايات وحلت مكانها رايات ، ومازالت فلسطين واقفة ، رايتها عالية ، شعبها أبي ، وأطفالها يحرقون ، نعم ، حرق المستوطنون الصهاينة "علي" عند الفجر ، وهو نائم في حضن أمه ، لا يدري بأي ذنب قتل ، ولكن أهله يعرفون ، وجيرانه يعرفون ، وكل حبة تراب في الأرض المطهرة تعرف بأي ذنب هم يقتلون.

أعادنا "علي" إلي حقيقتنا ، وأنسانا كل تلك الفقاعات الملهية لنا ، لا "داعش" ولا "حوثي" ولا "اخواني" ولا " ولي فقية" ولا " اردوغان " منظر الجثة المتفحمة للرضيع أعادت إلينا صوابنا ، وذكرتنا بان فلسطين مازالت حاضرة ، وستبقي حاضرة ، رضيت "حماس" أم لم ترض ، تحركت السلطة أم لم تتحرك ، أدانت أميركا أم لم تدن ، تباكي " بوكي مون" أم صمت ، فالإنسانية ستدافع عن نفسها في مواجهة الذين اثاروا الفوضى ونشروا الموت في كل ربوع الأمة حتي تعيش الدولة المزروعة غصباً وعدواناً فوق الجثث والأشلاء ، وستنتصر الإنسانية ، وستبقي فلسطين تجدد بشهدائها ذاكرتنا !!


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة