فى مايو الماضى كتبت تحت عنوان «بطانة السوء واختراق نظام السيسى»، وبعد ما حدث للشيخ الجليل محمد جبريل من منعه للخطبة تارة والسفر تارة أخرى أعيد نشر المقال، لعل بطانة الشر والسوء التى بدأت تتكون حول النظام الحالى تتعظ، نتمنى ذلك وندعو الله للسيسى ببطانة الخير، اللهم استجب بمناسبة أيام عيد الفطر المبارك، كتبت وقتها: «لا يمكن أن نراهن جميعا على النوايا الحسنة فى حكم مصر، فهناك من يريدها خرابا، المفاجأة أن من يريدها خرابا لا يجلس فى منزله واضعا يده على خده ينتظر هذا الخراب، ولكنه يقوم بالتخطيط والتدبير للإطاحة بكل من يريد خيرا لهذا البلد، وأولى خطوات فريق الشر هى إعداد بطانة السوء لكى تخترق النظام الحالى، وهناك العشرات من الحيل التى يستخدمها من لا يريد خيرا لهذا البلد، أولاها السعى لدى القيادة الحاكمة لكى تختار كل فاشل أو فاسد فى أغلب الوظائف المهمة مثل الوزراء والمحافظين، وغيرهما من الوظائف الخطيرة، ومن خلال وجود بطانة السوء فى هذه المناصب فإن هذا يعنى زيادة الكراهية والسخط الشعبى تجاه النظام، والنتيجة ألا يهنأ هذا النظام، وهو المطلوب من أعداء الوطن.
والحقيقة أن ما يحدث هذه الأيام يؤكد أن هناك مؤامرة ليس فقط على نظام السيسى، بل على مصر كلها، والدليل وجود عدد كبير من الحمقى فى مناصب مهمة، وهو ما يعنى أن بطانة السوء نجحت فى اختراق نظام الحكم الحالى، وأن محاولات السيسى فى تطهير مصر من الفساد والمفسدين تجد من يعرقلها، والبطانة الصالحة هى التى تعكس مقدار عدل أو ظلم الحاكم، فبصلاحها يدب الصلاح فى شخص الحاكم، وبصلاح الحاكم تصلح الأمة، وعلى هذا المقياس فأى خلل أو شين فى طريقة الحكم إنما يكون مرده إلى سوء اختيار البطانة، وهذا الأمر من أهم الأسباب فى تمادى بعض الولاة فى ظلمهم، فقد كان الشاعر الأندلسى ابن هانئ الذى كان من حاشية وخواص المعز العبيدى الفاطمى يقول وهو يمدح الأخير بأبيات تقطر كفرا وزندقة: ما شئت لا ما شاءت الأقدار.. فاحكم فأنت الواحد القهار/ وكأنما أنت النبى محمد.. وكأنما أنصارك الأنصار/ أنت الذى كانت تبشرنا به.. فى كتبها الرهبان والأحبار.
فإذا كان هذا حال البطانة فكيف بحال الحاكم الذى لملم حوله هذه النماذج الفاسدة؟ و«المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، كما قال نبينا، صلى الله عليه وسلم.. اللهم ارزق الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل وزير ومسؤول صادق لخير هذا البلد، اللهم أبعد عنه بطانة السوء فإنها أقرب الطرق لانهيار أى نظام».. انتهى وللحديث بقية.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة