لم يعش الزملكاوية أياما سعيدة مثل هذا الموسم، وكلمة السر هى «العزيمة»، خصوصا فى مباراة أورلاندو فى جنوب أفريقيا، نقطة الانطلاق التى جسدت التحدى والإصرار، فلم ييأس اللعبون ولم يحبطوا بعد أن دخل مرماهم هدف، فردوا بهدفين كانا بمثابة عودة الروح، التى افتقدها الزمالك منذ سنوات طويلة، وأصبحوا على أعتاب التتويج ببطولة الدورى العام، هدية لجمهورهم الذى تحمل النكد والهموم، وظل حتى اللحظات الأخيرة يضع يده على قلبه، خوفا من المقالب التى تعودوا عليها، مما يؤكد أن الزمالك «مختلف» هذا الموسم والمواسم المقبلة، إذا حافظ على مقومات النجاح.
الفضل الكبير يرجع للإدارة والمستشار مرتضى منصور، الذى نجح فى اختيار مدير فنى كفء، ومجموعة من اللاعبين الموهوبين الذين كانت تنقصهم الخبرة والشهرة، خصوصا على جبر وكوفى وأيمن حفنى ومعروف يوسف والحارس العملاق أحمد الشناوى، وكانت الخطوة الأكثر جرأة هى الاستغناء عن أسماء لامعة مثل، أحمد جعفر، وعبدالواحد السيد، ومحمود فتح الله، ودومنيك، وأحمد سمير، ونور السيد، فالأسماء وحدها لا تصنع البطولات، ولم ينجح فريق الأحلام الشهير فى حصد بطولة، وتوالت الهزائم حين كان يلعب نجوم السوبر مثل عمرو زكى وميدو وشيكابالا ومعهم الغانى أجوجو، أغلى لاعب فى تاريخ الزمالك، لأنهم افتقدوا العزيمة والروح القتالية والرغبة فى الانتصار، رغم الملايين الطائلة التى كانوا يحصلون عليها.
انتقلت روح الفانلة الحمراء للبيضاء، وأصبح الهدف هو الفوز وإسعاد الجماهير، وزادت روعة المنافسة بعد استفاقة فتحى مبروك فى الأهلى، واشتد الصراع على جذب اللاعبين المميزين، فضربت أسعارهم فى البورصة أرقاما قياسية، استفادت منه الأندية الصغيرة التى تدفقت الملايين على خزائنها بشكل لم تتخيله، وأصبح فى مقدورها أن تشترى لاعبين آخرين، وتعرضهم فى حلبة صراع القطبين فى الموسم المقبل، فالأهلى لن يستسلم للخروج غير الآمن من البطولات، والزمالك ذاق حلاوة النصر ولن يفرط فيه، والمستفيد–رغم السلبيات–هو الفريق الوطنى الذى يعيش سنوات عجاف، توشك أن تنتهى لتعود الأفراح من جديد.. مبروك للزمالك انتصاره المستحق، وأتوقع أن يكون الأهلى أول مهنئيه، فهذه هى كرة القدم لا تتوج إلا من يقاتل من أجلها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة