فضائل الصيام، وشهر رمضان، وجزاء الصائمين يصعب حصرها، ففضل الله واسع وكرمه عميم، وللصائمين منزلة خاصة فى الآخرة، ويدخلون الجنة من باب خصص لهم فقط ويغلق دونهم، إنه باب «الريان»، قال النبى صلى الله عليه وسلم: «إن فى الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون؟ فيقومون فإذا دخلوا أغلق».
واختصاص الصائمين بباب «الريان» يدل على فضل الصوم، والاجتهاد فى العبادة فى هذا الشهر المبارك الذى يضاعف فيه الثواب، وتحل فيه البركات على الصائمين الذين يؤدون حق الله، ومن فضائل الصيام وجزاء الصائمين أن الله سبحانه وتعالى يجعل بين الصائم والنار خندقًا كما بين السماء والأرض، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من صام يومًا فى سبيل الله، جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض».
ففى رمضان تفتح أبواب الجنة كلها، وفى هذا إشارة للصائمين أن اجتهدوا فباب الطاعات مفتوح، وإحسان الله قد عم الجميع، فأجر النفل كأجر الفريضة، وأجر الفريضة كأجر سبعين فريضة فى غير رمضان، ففى الحديث القدسى يقول الله عز وجل: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لى وأنا أجزى به، إنما يترك طعامه وشرابه من أجلى فصيامه له وأنا أجزى به، كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فهو لى وأنا أجزى به». ومن صفات أبواب الجنة أنها واسعة، وسعتها كما بينها النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف: «والذى نفس محمد بيده، إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهَجَر، أو هَجَرَ ومكة»، وفى لفظ آخر: «لكما بين مكة وهجر، أو كما بين مكة وبُصرى».
ولكى ينال المسلم هذه الفضائل عليه أن يطرق أبواب الخير فى رمضان، ولعل من أعظمها إفطار الصائمين، خاصة الفقراء منهم والمساكين، فمن خصائص هذا الشهر الكريم أنه شهر المواساة، يتكافل فيه جميع أفراد المجتمع، وتَعمُر فيه البيوت والطرقات بموائد الطعام التى يجهزها المقتدرون لإطعام الطعام، ليحوزوا الفضل الذى بشر به النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف: «من فطّر فيه صائمًا كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شىء، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطى الله هذا الثواب لمن فطر صائمًا على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائمًا سقاه الله من حوضى شربةً لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة».
ولأهمية إطعام الطعام، وعظيم أجر هذه العبادة جعل الله سبحانه وتعالى الإطعام فى الكفارات والفدية، فالمريض والشيخ الفانى يطعم مسكينًا عن كل يوم، والوطء فى نهار رمضان كفارته إطعام ستين مسكينًا، إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين، وكذلك من كفارة اليمين إطعام عشرة مساكين، وفى القتل والظهار إطعام ستين مسكينًا، إذا لم يقدر على صوم شهرين متتابعين، كما شُرع الإطعام فى نهاية رمضان كما فى زكاة الفطر.
وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، خاصة فى رمضان ويقدمونه على كثير من العبادات، وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبدالله بن عمر رضى الله عنهما، وداود الطائى، ومالك بن دينار، والإمام أحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وكانوا يطعمون إخوتهم من المسلمين الفقراء وهم صائمون، وهم يقومون على خدمتهم.
وعبادة إطعام الطعام هى باب لعبادات أخرى تزيد ترابط المجتمع، فهى تشيع روحًا من الود والحب بين أفراد المجتمع من أغنياء وفقراء، فيكون ذلك سببًا لصلاح المجتمعات، وسببًا فى دخول الجنة، فقد أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم أنه: «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشعب الاصيل
فضائل رمضان لا تعد ولا تحصى .. نسأل الله ان يبلغتا رمضان دائما
بدون