لا أحد يختلف على وطنية شخصية مثل الدكتور حمدى السيد، نقيب الأطباء الأسبق، والقيادى بالحزب الوطنى المنحل، وبالرغم من أن اختلافنا اختلاف جذرى مع سياسات الحزب الوطنى المنحل إلا أن جيلنا كان يعتبر الدكتور حمدى السيد من شرفاء هذا الحزب، وكانت أغلب مواقفه معارضة لكل قرارت الفاسد والفاسدين داخل هذ الحزب، لهذا نال الرجل كثيرًا من الاحترام، ويكفى مواقفه ضد كاتب الحزب الوطنى سمير رجب، حيث دخل فى معارك متعددة مع كاتب السلطة الأول سمير رجب كسب فيها الدكتور حمدى السيد الكثير من محبة الناس واحترام النخب من كافة الأطياف السياسية وقتها، بما فيها جماعة الإخوان التى كانت تنال تعاطفًا شعبيًا وقتها بسبب الغباء السياسى التى كان يتصف به من لديه قرار فى منظومة الحكم أيام مبارك.
إذًا جميعنا يحترم حمدى السيد، ولهذا فإننى توقفت كثيرًا أمام الحوار الرائع الذى أجراه الزميلان محمد إسماعيل وأحمد عرفة، والذى اعتبره من أقوى المواجهات مع حمدى السيد منذ يناير 2011، خاصة أن الرجل كان بعيدًا عن الأحداث منذ مدة طويلة، وأهم ميزة فى أى حوار مع حمدى السيد أنه كان قياديًا بارزًا فى الحزب الوطنى المنحل، وصديقًا حميمًا لجماعة الإخوان، ولذا فإننى أرى أن الدكتور حمدى السيد أخفى الكثير من الأسرار التى يعلمها، ومنها العلاقات الخاصة بين نظام مبارك والإخوان، وكيفية صعود أحمد عز، وعلاقته بأسرة مبارك، ورؤيته عن جمال مبارك وقصة التوريث وموقفه منها، ولماذا صمت عن لقاءات الإخوان بالأمريكان داخل نقابة الأطباء؟، كما لم يكشف النقاب عن «الشلة» التى كانت وراء قيام الصحفى سمير رجب بحملة منظمة ضده، وهل لجأ لمبارك وقتها أم لا؟، وغيرها من الأسرار والحكايات التى بخل بها الدكتور حمدى السيد فى حواره مع الزميلين، ولا أعتقد أن حمدى السيد تعمد إخفاء ذلك إلا إذا كان لديه مشروع لكتابة مذكراته ادخر فيها كل هذه الأسرار ليكون شاهدًا حقيقيًا على عصر حكم مبارك والإخوان معًا، وفى هذه الحالة فإننا نعذره، ولكن ننتظر إعلانه عن نيته كتابة مذكراته والتى ستكون كاشفة للمستور الذى لم يذكره الرجل فى حواره لـ«اليوم السابع»، حيث صمت حمدى السيد عن الحديث عن أسرار مثيرة فى أكثر من 30 عامًا شهد فيها حكم مبارك ومرسى، وكيف نجح الإخوان فى حكم مصر؟ ولماذا فشلوا فى الاستمرار؟
أعتقد أن لدى حمدى السيد المزيد من الأسرار التى يجب أن يكشف النقاب عنها، سواء فى عدة حوارات صحفية أو تليفزيونية أو كتابة مذكراته لتكون شهادة للتاريخ.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة