فى أزمة فوسفات النيل خرج علينا وزير البيئة بهزار فى موضع الجد، قال، لا فُض فوه، إن الفوسفات يعيد الشيخ لصباه وإن بعض الدول تلقيه فى مياهها، وإنه يقوى جهاز المناعة، وليته ما قال هذا الكلام الذى لا ينتمى لأى علم إلا علم الغيب والغيبوبة ونميمة ستات البيوت ولو أنه ردد كلام العالم الجيولوجى عبدالموجود أحمد عبدالموجود، لو كان سمع به لأفاد واستفاد، لكنه مثل كل مسؤول حريص على كرسيه خصوصا وهو من أيام مرسى وضع على عاتقه الدفاع فقط عن الحكومة ونفى تهمة تلويث النيل عنها، رغم أن سقوط صندل الفوسفات خطأ فردى ربما تكون خطيئة الدولة فيه هى عدم وجود رقابة صارمة تمنع مرور هذه الأشياء بل عدم وجود قانون يجرم ذلك ويعاقب مرتكبه.
وزير البيئة هنا هزل فى موضع الجد رغم أن من فى موقعه عليه أن يبكى لأنه أول من يعلم حجم كوارث تلوث ماء النيل التى تسقط فيها سنويا ملايين الأطنان من مخلفات المصانع السامة بخلاف مياه الصرف الصحى، ولو أن الوزير يعى أبجديات مهمته لكان عليه إعلان الحرب على المخالفين لأنهم يدمرون المصريين وكان عليه أن يفتح ملف مصرف كتشنر وأتحدى أن يعرف عنه الوزير شيئا، هذا المصرف عبارة عن صرف محافظات القاهرة الكبرى ويلقى سخامه فى البحر المتوسط شمال الدلتا، وللأسف يروى منه الفلاحون أراضيهم وقد أجرت جامعة المنصورة دراسة عن مخاطره الكارثية، ووجدوا أنه أحد أهم أسباب ارتفاع نسب أمراض الفشل الكلوى والكبدى فى الدلتا، وقد أقر بذلك وزير الصحة الدكتور عادل عدوى وقال لى، إنه طالب المحافظين فى اجتماع مع رئيس الحكومة بوضع خطة لغلق المصرف، وإيجاد بديل للفلاحين مع الرى وللأسف لم تتحرك الحكومة مثل كل الحكومات السابقة لغلق مصدر الوباء، وكنت أتمنى من السيد وزير البيئة أن يتبنى هذه القضية بدلا من الهزار الفوسفاتى المستفز.
على جانب آخر وكنموذج لهزار الوزارء الماسخ قالت السيدة وزيرة التضامن فى كلمة بإحدى الحفلات، إن الجنة سيكون فيها مزيكا ورقص باليه، وهو هزل آخر ليس فى محله خصوصا مع شعب متدين يقبل النكته والهزار فى أى شىء عدا المقدسات والعقيدة، ولو أن الوزيرة تعى ما تقول وتفكر فى الجنة والحساب لكان عليها ألا تنام وملايين المصريين من أرباب المعاشات يدعون عليها ليل نهار لأنها أهملت قضية عمرهم ولم تحرك ساكنا وتركتهم ضحية الزمن الغدار كالأيتام على موائد اللئام، بعد أن شفطت حكومة نظيف وبطرس غالى أموالهم وتركتهم الحكومة الحالية يموتون جوعا وقهرا وتنهشهم الأمراض ولا يجدون ثمن الدواء، بعد أن قدموا زهرة شبابهم للوطن والآن يصرخون ولا يجدون من يحنو عليهم، إنهم يعيشون فى جحيم الذل والسؤال والوزيرة تفكر فى جنة الميوزك والبالية. كل القضايا السابقة بعيدة عن نظر الإعلام لأن الإعلاميين مشغولون بقضايا زنى المحارم والجن والعفاريت وبرامج الرقص والغناء والاتصالات والفنانة التى تعيش مع صديقها الأمريكانى فى شقة واحدة بلا زواج، والزوجة التى عاشرها خالها خمس مرات فى الحمام، هذا هو إعلام هذه الأيام الذى ينتج برامج الهلس والغيبوبة لأن الدولة غائبة وإعلامها الرسمى فى تابوت الموت ينتظر دفنه، بعد أن ترك مهمة تغييب الرأى العام لأصحاب الأجندات.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
بعد مقالك الجميل يا استاذ* ليس لى تعليق الا ان اقول* نورماندى تو ,, تو ,, تو .... وغرقت نورملاندى تو
عدد الردود 0
بواسطة:
مها الجميلة
الى مشمش التعليق نمرة 1
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الأعصر
كلام جميل