يبدو أن أحداث سيناء يوم الأحد الدامى تفرض تهجير سكانها من المناطق الموبوءة مؤقتا إلى مناطق آمنة جديدة، حتى تستطيع الدولة أن تفرض سيطرتها وهيمنتها وتطهيرها من الجماعات الإرهابية، فالقلوب تنفطر حزنا، والعيون تبكى دما كلما سقط شهداء من أبناء الوطن فى ريعان شبابهم، ويتركون خلفهم أسرا حزينة وآباء وأمهات يموتون كل يوم حزنا على فلذات قلوبهم، وليس معقولا ولا مقبولا أن يعيش سكان سيناء فى أحضان الخوف، ينامون على أصوات الرصاص، ويستيقظون على تفجيرات القنابل، وتكمن صعوبة الحرب ضد الإرهاب فى أنه مثل الفيروس الكامن فى الجسد، يهدأ وينشط دون سابق إنذار، وكلما شعرنا أنهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة، فوجئنا بتفجيرات وضحايا وشهداء، وسؤال مشروع يطرح نفسه: متى تنتهى الحرب ضد الإرهاب فى سيناء؟ ليس لدى شك فى أنها مسألة وقت يبرأ بعدها جسد الوطن من الداء، فلم يسبق لعصابة إجرامية أن انتصرت على دولة، ولا لجماعة إرهابية أن قهرت شعبا، ولكن من الأهمية أن تسابق الدولة الزمن لاستعادة سيناء خالية من الإرهاب، وأن يتم دمجها بسرعة فى خطط ومشروعات التنمية، وهذا هو السبيل الوحيد لضمها عمليا إلى الوطن، بعد أن عانت سنوات طويلة من الإهمال والتجاهل، وتحولت إلى أوكار للعصابات الإرهابية، وكل ذلك مرهون باستعادة الأمن والاستقرار ودحر قوى الشر والظلام إلى غير رجعة. التهجير المؤقت للمناطق الموبوءة فى سيناء ليس عقوبة قسرية، ولكنه إجراء ضرورى لحماية سكانها، ويمكن القوات من العمل بحرية، وتضييق الخناق على الفئران التى تختبئ فى الجحور، ثم تقفز لتندس بين السكان وفى المناطق المأهولة، فتزداد صعوبة الاشتباك والملاحقة والتدخل السريع، حرصا على أرواح الأبرياء الذين يتخذهم الإرهابيون دروعا بشرية، فنحن نتعامل مع عصابات من أحط أنواع البشر وعدو خسيس وجبان، لا يتورع عن ارتكاب جرائمه بمنتهى الوحشية والهمجية، وترعاه جماعة الإخوان الإرهابية، صاحبة التاريخ الطويل فى الغباء السياسى، ولو كان لديها ذرة من عقل لاستفادت من دروس الصدام مع الدولة منذ نشأتها المشؤومة، وهم خسروا كل المعارك ولفظتهم كل الأنظمة السياسية وخرجوا مثخنين بالجراح، وكلما زادت جرائمهم زادت عزلتهم، وشيدوا حولهم جسورا من الكراهية.. وإنا لمنتصرون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة