محمد أبو حامد

تجدد القومية العربية

الأحد، 29 مارس 2015 11:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبرزت التحديات الكبرى التى تواجه الدول العربية وتهدد بقاءها ضرورة تجديد الخطاب القومى العربى، وتحديث مشروعه معتمداً على النزعة الوطنية التى أفرزتها المخاطر الراهنة».

القومية العربية هى الإيمان بأن الشعب العربى شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح والمصير، وبالتالى يتعين إكمال ذلك بوحدة فعلية شاملة على المستوى السياسى والأمنى، وقد مرت القومية العربية بثلاث مراحل:

مرحلة المد القومى العربى، فمن المعروف أن بدايات الوعى القومى فى بلادنا العربية تعود إلى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وقد نما هذا الوعى تدريجياً مع مطلع القرن العشرين وإعلان الثورة العربية الكبرى واتخذ شكل التنظيمات السياسية العقيدية فى الثلاثينيات من القرن الماضى بقيام عصبة العمل القومى فى بلاد الشام والعراق، وأخذ هذا الوعى مداه الأوسع بعد الحرب العالمية الثانية وقيام جامعة الدول العربية عام 1945 حيث أصبح للنظام الإقليمى العربى إطار مؤسسى رسمى يتحدث باسمه فى المحافل الدولية، وبلغ المد القومى العربى ذروته بعد نجاح ثورة 1952 فى مصر بقيادة جمال عبد الناصر وانطلاق حركة التحرر العربى التى شملت الوطن العربى وانتهت باستقلال الأقطار العربية كلها مع بداية عقد السبعينيات من القرن العشرين، وعلى الرغم من أن هزيمة 1967 من ناحية ورحيل عبد الناصر عام 1970 من ناحية أخرى أوقفا هذا المد إلا أن النظام الإقليمى العربى ظل متماسكاً على الصعيدين الرسمى والشعبى حتى حرب أكتوبر 1973.

مرحلة التراجع والانحسار، وتمتد هذه المرحلة منذ انطلاق عملية التسوية السياسية مع إسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973، وحتى بداية أحداث ما يسمى بالربيع العربى وقد شهدت هذه المرحلة تراجعاً لفكرة القومية العربية ببعديها الأمنى والثقافى، وتحولت الشعارات القومية التى كانت تحرك الجماهير العربية فى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين إلى مجرد لغو يثير الغضب والاشمئزاز والسخرية، بعد أن سعت كل دولة عربية لحل ما تواجهه من مشكلات بشكل منفرد ووفقاً لمنطق قطرى بحت لا يأخذ فى اعتباره حقيقة انتماء الشعوب العربية إلى أمة واحدة لها تاريخ مشترك ويربطها مصير واحد، وقد صاحب هذا الانحسار حالة من التدهور المستمر فى أداء النظم العربية فى مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مما أفسح الطريق أمام زحف ثقافات الدول والقوى الأخرى الطامحة إلى الهيمنة على العالم العربى.

مرحلة استعادة آمال المد القومى العربى، وهى بدأت مع ثورة 30 يونيو وما صاحبها من تضامن عربى مع مصر خاصة من جانب السعودية والإمارات، وإدراك معظم الدول العربية أن التحديات والمخاطر الاستراتيجية الراهنة تهدد بقاء المنطقة العربية بالكامل وأن الأمن القومى لأى دولة عربية مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأوضاع الإقليمية للمنطقة ككل، وأنه لا توجد دولة عربية تستطيع مواجهة هذه التحديات منفردة، ومن ثم تجددت الدعوات إلى إحياء القومية العربية والعمل العربى المشترك وفى هذا الإطار جاءت دعوة مصر بضرورة تشكيل جيش عربى موحد وتعريب الأمن القومى العربى.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة