آمال رسلان

أمريكا.. يد تحارب الإرهاب وأخرى تدعمه

الأحد، 08 فبراير 2015 06:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بالنظر السطحى لمواقف أمريكا، الدولة العظمى، يُخيل لك أنها المحارب الأول لظاهرة الإرهاب، فبعد حادث «شارل إبدو» فى العاصمة الفرنسية باريس، سارعت بدون تردد بدعوة دول العالم لحضور مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب تستضيفه العاصمة واشنطن، الذى سيعقد فى 18 فبراير الجارى، والذى سيناقش وضع استراتيجيه على مستوى العالم لمكافحة الإرهاب الذى بدأ يتسلل من العراق وسوريا وشمال أفريقيا إلى أوروبا.

ولكن هذه ليست الحقيقة الكاملة، فالتعامل الأمريكى مع ظاهرة الإرهاب يعانى من ازدواجية معايير ظاهرة للقاصى والدانى، ولا بد لواشنطن قبل أن تتحدث باسم الدول المحاربة للإرهاب، أن تجيب على سؤال مهم، أى إرهاب ستقاومه، وهل ستلخص الظاهرة فى تنظيم «داعش» كما اعتادت طوال الفترة الماضية، أم ستتخلى عن كبرها وتعترف بأن كل تلك التنظيمات على خلاف أسمائها والمنتشرة من بوكو حرام فى نيجيريا إلى أنصار بيت المقدس فى سيناء وحتى داعش على حدود تركيا تتبنى نفس الفكر والنهج وتمثل نفس التهديد والخطر على العالم؟

التعامل الأمريكى مع الوضع المصرى هو النموذج الأمثل لتناقض واشنطن فى معالجة الإرهاب، الذى بدأ يجتاح العالم ولم يعد يعيقه حدود، ففى الوجه الأول للعملة سارعت أمريكا لإدانة الهجمات الإرهابية منذ أيام على سيناء، التى استهدفت مواقع للجيش المصرى وراح ضحيتها أكثر من 30 شهيدا، وقالت الخارجية الأمريكية: إنها ستظل تدعم بقوة جهود الحكومة فى مصر فى حربها ضد الإرهاب فى إطار التزام واشنطن المستمر بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

أما الوجه الآخر تضمن صورة لقيادات جماعة الإخوان داخل مقر الخارجية الأمريكية وفى ضيافة مسؤوليها فى تحد سافر للإرادة المصرية ومؤسسات الدولة الشرعية بل وترويج للإرهاب، كما وصفته الخارجية المصرية، وانتقاص من مصداقية الدعاوى بتضافر الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة آفة الإرهاب البغيضة والأفكار المتطرفة التى تروج لها هذه التنظيمات والكيانات الإرهابية.

حتى المبررات التى ساقتها واشنطن للقاء مسؤولين بارزين بها مع قيادات من الجماعة الإرهابية، باعتبارها حزبا سياسيا، مغالطة كبرى وتصل لحد دليل إدانة لأمريكا أكثر منها مبرر، فجماعة الإخوان ليست حزبا سياسيا بحكم القانون المصرى الذى اعتبرها منظمة إرهابية، وهو قانون يجب أن يحترم كما تحترم مصر قوانين الآخرين، كما أن القاهرة لديها من الأدلة والشواهد ما يؤكد صدق تورط الإخوان فى العمليات الإرهابية وعلاقتها المباشرة مع أنصار بيت المقدس، وهى الأدلة التى قدمتها مصر عبر الوسائل الدبلوماسية لدول العالم.

الأكيد أن مصر مدعوة لحضور هذا المؤتمر الأمريكى، ولكن يجب الإعداد الجيد من أجل فرض أجندة مصرية خالصة على الطاولة العالمية تتضمن رؤيتها لمكافحة هذه الآفة من منطلق تجربتها على أرض الواقع على مدار عامين، تجرعت خلالهما مرارة هذه الظاهرة التى حصدت المئات من أرواح الأبرياء، وإجبار العالم بما تملكه القاهرة ومؤسساتها الأمنية من شواهد وإثباتات على تورط الإخوان فى جرائم إرهابية، وعلاقاتها مع تنظيمات أخرى والدفاع عن قضيتها، كما تقتضيها المصلحة المصرية، وليس كما يخدم المصلحة الأمريكية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة