الدراسات العليا أصبحت كابوساً خانقاً لراغبى التعليم ما بعد الجامعى فمن يوقف معاناة طلبة الماجستير والدكتوراه.. هؤلاء الذين أصبحوا محاصرين بمافيا من بعض أساتذة الجامعات ومشرفى الرسائل الذين غابت ضمائرهم من ناحية ومن الجامعة نفسها التى تستغلهم بكل الوسائل من ناحية أخرى.
السواد الأعظم من الطلبة يدخلون مُحملين بآمال كثيرة ويُصدمون بالواقع المرير من الاستنزاف المادى بداية من رسوم التسجيل مرورا برحلة الإجراءات الروتينية العقيمة والطلبات التى لا تنتهى من جهة واستغلال أستاذ الجامعة من جهة أخرى الذى يعتبر هؤلاء الطلبة سبوبة للرزق فيبتزهم ماديا سواء تحت مسميات مغلفة بغطاء مهذب مثل الكورسات والملازم والاختراعات التى لا تنتهى أو منهم من لا يستحى فيطلبها مباشرة فى صورة هدية أو مبالغ مالية وفوق هذا كله يعانى الطالب من التعالى والعنجهية والتهرب من مساعدته فالوصول إلى رئيس الجمهورية ربما أسهل من مقابلة مشرف الرسالة.
عندما غابت الرقابة عن أساتذة الجامعة صنعوا لأنفسهم عالم مواز مستقل بذاته يعتبرون أنفسهم فوق كل شىء وتحولت ساحة الجامعة من منبر لتلقى العلم لعالم كبير من البيزنس والابتزاز على حساب احلام الطلبة التى تتحول أمام هذا الطوفان إلى كوابيس ُتنهى أحلامهم البريئة هم وذويهم فيهربون محبطين أو يستكملون الرحلة مرغمين فهل سيصل بنا الحال ليصبح العلم للمرفهين والقادرين ماديا فقط؟
ومن جهة أخرى نجد الرسائل نفسها أصبحت تبُاع وتشترى بآلاف الجنيهات بعدد من المكتبات والمراكز بالاتفاق ما بين البائع وبعض الأساتذة المتخصصين فى كتابة الرسائل وبيعها للطلبه وخاصة الطلاب العرب لينتهى بنا الحال إلى كون اللقب سلعه تُباع لمن يستطيع دفع الثمن.
نداء إلى وزير التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات افتحوا ملفات تلك المافيا وأوقفوا هذه المهازل والزموهم بدوركم الرقابى وقننوا عمل الأستاذ الجامعى ولا تتركوا الطلبة لعبة فى أيديهم.
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة