حازم عبد العظيم

حرب القوائم الانتخابية

الأربعاء، 18 فبراير 2015 10:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى خضم الحرب على الإرهاب، والمناخ السياسى الحاد والصعب الذى نعيشه حاليًا، من قنابل غادرة يوميًا تستهدف أبرياء لا حول لهم ولا قوة، كما تستهدف رجال الجيش فى سيناء، والشرطة فى أنحاء الجمهورية، ثم الحادث الأليم فى استاد الدفاع الجوى، ثم اختطاف وقتل 21 مصريًا فى ليبيا على يد داعش- نشبت حرب أخرى سياسية بين الأحزاب والائتلافات فى تشكيل القوائم، استعدادًا للانتخابات البرلمانية المهمة، والمهمة جدًا، لاستكمال الاستحقاق الثالث، واكتمال مقومات وكيان السلطة الثالثة التشريعية، حرب سياسية طاحنة فوق الحزام، وتحت الحزام، وينسى أو يتناسى البعض الوضع السياسى الخطير داخليًا وخارجيًا.

لدينا تنظيم إرهابى داخل كيان الدولة المصرية، لا هم له سوى إسقاط الدولة بأى ثمن، ولو على جثث الشعب المصرى كله.. وقد قالها الرئيس السيسى «يا يحكمونا يا يقتلونا»، وهذا نراه يوميًا وفعليًا على أرض الواقع، ولو كان فى مقدورهم إبادة الشعب المصرى كله بقنبلة نووية، عقابًا له على ثورة 30 يونيو، لفعلوها.. تنظيم إرهابى دولى يدعمه إعلام وأجهزة مخابرات ودول، وشغل تسريبات، للوقيعة بين مصر والدول العربية قبل المؤتمر الاقتصادى الذى نعول عليه كثيرًا مع وجود مؤشرات اقتصادية دولية جيدة. أمريكا وقطر وتركيا لم تعد تخفى عداءها العلنى تجاه مصر، وعادت قناة الجزيرة تحرض من خلال قنوات إعلامية تابعة، بعد وفاة الملك عبدالله، و«لحست» قطر كلامها عن الكف عن التعرض لمصر. هذا الكلام ليس مبالغة كما يحب أن يردد البعض، ولا كلام قنوات محسوبة على الدولة تثير فزاعة الإرهاب، كما يردد البعض الآخر. محاولات مستمرة للتشتيت والتغطية على أى محاولات سياسية أو اقتصادية تقوم بها الدولة المصرية للعبور من عنق الزجاجة.. الزيارة الناجحة والمهمة جدًا للرئيس الروسى بوتين تمت «الغلوشة» عليها بأحداث داخلية وخارجية كانت رسالة قوية لأمريكا، فكما قال أستاذ بجامعة هارفارد: رسالة المصريين واضحة.. يمكننا الاستغناء عنكم!

وأقول لمتصارعى الديوك على القوائم: يا سادة يا كرام، هل قرأتم المواد 146 - 161 - 131 من الدستور المصرى؟ هل تعلمون خطورة مجلس النواب المقبل، وما يمكن أن يفعل بالدولة؟، يستطيع أن يشل البلد، وندخل فى فوضى شاملة بجرة قلم! هل تعتقدون أن القوى المعادية لا تعلم ذلك جيدًا جدًا؟، ألا تتخيلون أن هذه القوى المعادية تخطط ليس من الآن بل منذ عدة شهور لكيفية اختراق هذا البرلمان، وتخصص له المليارات لو أرادت؟، ألا تستطيع هذه الدول تجنيد وجوه جديدة وخادعة تخدم أهداف هذه القوى المعادية، أسهل كثيرًا من القنابل والحرب فى سيناء؟، وما هى إلا حرب استنزاف يعلمون جيدًا أنهم سيخسرونها، لكن الحرب الناعمة من خلال البرلمان ستكون أسهل كثيرًا لو بسطوا سيطرتهم عليه، لكن بدلا من التركيز على هذا الخطر، نجد حالة من الهلع لتقدم أحمد عز بأوراق الترشح.

صراع المقاعد على القائمة بدأ بشراسة، وكأن البرلمان كله هو القائمة، 120 مقعدًا من 540، رغم أن المعركة السياسية الحقيقية هى فى الفردى، 420 مقعدًا. فلسفة القائمة مبنية على مبدأ التمييز الإيجابى، تنفيذًا لمادتى الدستور 243 و244، لكى يضمن تمثيلًا ملائمًا للعمال والفلاحين والمرأة والشباب ومتحدى الإعاقة والأقباط والمصريين فى الخارج فى أول مجلس نواب بعد الدستور، بمشاركة بعض الشخصيات العامة المؤهلة سياسيًا ومهنيًا، وليس لها الخبرة والمال لخوض الانتخابات الفردى، فهل تطاحن الأحزاب على القائمة نابع من عدم ثقتهم فى قدرتهم على الفوز فى الفردى؟! ثم حوارات وشائعات عن قائمة الدولة! مرة قائمة الجنزورى، ومرة قائمة فى حب مصر! أخشى أن ننغمس فى الحديث عن قائمة الدولة، ولا تقوم للدولة قائمة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة