الوضع فى ليبيا لا يحتمل الانتظار ولا الهزار، لأنه وصل إلى درجة من الخطورة لا يمكن تحملها، سواء من خلال تهديد الميليشيات العسكرية المسلحة لليبيين أنفسهم، أو استهدافهم للجاليات الأجنبية، وبالأساس المصريون.
بالعودة إلى الخلف قليلاً، وتحديدًا فى أعقاب اندلاع ثورة الليبيين على نظام العقيد الراحل معمر القذافى، تحمست جامعة الدول العربية بإيعاز من دول عربية فاعلة لفكرة الاستعانة بالناتو للتخلص من حكم القذافى، وبدأت الجامعة تحت رئاسة أمينها العام السابق عمرو موسى فى السير نحو هذا الاتجاه، سواء من خلال دعوة مجلس الأمن لفرض حظر جوى على ليبيا، وصولاً إلى الموافقة على توجيه ضربات عسكرية متتالية ضد قوات القذافى، وبذلك منحت الجامعة قوات الناتو تصريحًا عربيًا بالتدخل فى دولة عربية.
فعلت الجامعة العربية ذلك دون أن يكون لديها إدراك بالواقع المؤلم الذى ستعيشه ليبيا، نتيجة اللجوء للحل العسكرى، والسبب فى ذلك أن الجامعة هى جهاز عربى ميت من الأساس، وليس لها من دور سوى تنفيذ ما يملى عليها من الدول الأعضاء الفاعلين، دون أن يكون لها توجه أو قراءة صحيحة للواقع، لأنها فى الأصل ليست لديها القدرة على فعل ذلك بعدما تحولت إلى مؤسسة بيروقراطية، مثل بقية المؤسسات العربية التى لا هم لموظفيها سوى الحصول على الرواتب فقط.
الحاصل الآن أننا أمام أزمة تتفاعل كل يوم، ولن يكون حادث اختطاف العمال المصريين على يد تنظيم داعش وهو آخر هذه الحوادث، لأنه مادام العرب لا يملكون الرؤية للحل، فالوضع سيبقى كما هو، بل سيزداد سوءًا.
نعم تتحرك مصر منذ فترة لوضع حل للأزمة، وطرحت فكرة آلية دول الجوار، لكنها لم تلق الدعم العربى المطلوب، وتحديدًا من الجامعة التى يكتفى أمينها العام بعبارات التنديد والشجب فقط، ورحلات السفر الخارجية التى أرهقت ميزانية الجامعة دون نتيجة.. تتحرك مصر لحل الأزمة الليبية، ومعها بعض الأشقاء العرب المتضررين مباشرة من تأزم الحالة فى الأراضى الليبية، بينما يقف أشقاء عرب آخرون على النقيض تمامًا بدعمهم ميليشيات «فجر ليبيا» التى ترعى الإرهاب هناك، وتستهدف المصريين، بل فتحت الأراضى الليبية للتنظيمات الإرهابية مثل داعش، وغيره.
الوضع فى ليبيا خطير جدًا، ولن نتوصل إلى حل إلا بتخلى قطر وتركيا عن دعمهما للميليشيات المسلحة هناك، وأن يكون للعرب الكلمة الفصل بدلاً من انتظار الحلول الأوروبية.
عدد الردود 0
بواسطة:
صفوت الكاشف*
وكذلك // الوضع فى مصر أيضا ، فهو لايتحمل الأنتظار ..