فهذا المجتمع الذى كان سابقًا متناغمًا متماسكًا يغلب عليه طابع واحد تقريبًا يجمع المصريين معًا فى مركب واحد على اختلاف درجاتهم وتوجهاتهم، لكنه لم يعد كذلك !
فقد أصاب المجتمع الجنون والخلاف الحاد فى الآراء والتوجهات التى تصل بأصحابها فى كثير من الأحيان إلى حد التطرف !
فقد تصدرت الصورة أربعة قطاعات لا يخطئها أحد وهى:
أولاً قطاع المناضلين :
وهؤلاء بدون شك أسمى وأنبل من أنجبت مصر، هم أبناء الجيش المصرى العظيم الذين ضحوا بأرواحهم بلا غضاضة وتقدموا صفوف المدافعين عن شرف الأرض والعرض ووقفوا ضد المعارك الخسيسة التى تحاك ضد مصر من مجموعات الخونة دون حروب معلنة واضحة يعرف فيها الجيش المحارب من يحارب تحديدًا !
فقد قدم جيش مصر مئات الشهداء الذين لا يبالون بالموت دفاعًا عن أوطانهم، والأمثلة كثيرة آخرها بطولة الشهيد مجند محمد أيمن، ذو الواحد والعشرون ربيعًا، الذى افتدى كتيبته بروحه الطاهرة غير مبالى بالموت، هؤلاء الرجال الذين يناضلون دائمًا وأبدًا ولا يستكثرون الأرواح فداءً للوطن ولهم منا كل التقدير والامتنان .
ثانيًا: قطاع المتخاذلين
وما أكثرهم وهم لا يعلمون أنهم متخاذلون متقاعسون عن المشاركة الحقيقية فى النهوض بالوطن الذى أصابه المرض العضال وتشتد حاجته إلى كل سواعد أبنائه للنهوض والتعافى، هؤلاء الذين قلبوا أنفسهم فى قالب الثورة المستمرة واتخذوا منها منهجًا وأسلوب حياة !
وهذا القطاع ينفرد به الشباب ويشاركهم بعض الفئات العمرية الكبيرة بنسب قليلة .
فقد اختار غالبية هذا القطاع التخاذل والعزوف والغضب ورفض كل شىء على الإطلاق دون مبررات منطقية تُذكر، هؤلاء الذين يضعون أيديهم فوق أعينهم ليحجبون عنها الرؤية، فلا يرون إلا كل ما هو سلبى ويغضون الأبصار عن كل الإيجابيات دون أى قدرة على طرح بدائل منطقية لما يرونه سلبيًا لأنهم لا يشغلون أنفسهم قليلاً بهم هذا البلد ولا يبدون أى رغبة فى مد يد العون، فهم دائما وأبدًا يبكون على أطلال الثورة التى انتهت ولا هم لهم سوى محاولة إشعالها من جديد ليجدوا لأنفسهم الدور الذى افتقدوه، فما زالوا ينتظرون مطلع كل عام جديد ليحلموا بعودة الثورة فى ذكراها حتى وإن كان السبيل إلى ذلك التحالف مع الخونة الذين حرقوا ودمروا الوطن!
سؤال لقطاع المتخاذلين: ألا تغارون من أمثالكم من الشباب الفاعلين الذين يترجمون غيرتهم على بلدهم فى صورة عمل جاد ودفاع مستميت وإنجاز بيِن؟
ثالثا: قطاع المُحبِطين:
وما أكثر هؤلاء الذين اسودت الدنيا بأعينهم فأرادوا أن يعمموا هذا السواد على السواد الأعظم من المصريين!
الذين يندبون ويلطمون الخدود آناء الليل وأطراف النهار، متمسحين بقطاع الشباب المتخاذل المتباعد يغذون مشاعره بالمزيد من الإحباط يومًا بعد يوم! هؤلاء الذين لا يفرحون بما آتاهم الله من يسرٍ بعد عسر! و لا يلتفتون إلى أية إيجابيات كما لو كان التأييد والمساندة سبة أو وصمة عار يأبون ألا يوصمون بها أنفسهم !
وهؤلاء بدون ذكر أسماء فى غالبيتهم ينتمون إلى طائفة المثقفين والمتحذلقين وبعض رجال الأعمال الذين لم يجدوا فى النظام الجديد عطايا وصكوك للوطنية يتم توزيعها على ذوى الأهمية !
فكان قرارهم نشر الإحباط والتسفيه من كل شىء والافتراءات المتتالية على النظام !
رابعًا: قطاع الخونة :
وما أكثرهم، فهذا القطاع يضم فئات كثيرة يختلفون فى الأداء والفكر لكنهم يتفقون جميعا على هدم الوطن !
فعلى رأس هذا القطاع جماعة الإخوان الخائنين الذين يجمعهم الخلل النفسى وهؤلاء أحقر من أن أتوقف عند جرائمهم بالذكر، و لكن الأخطر من الإخوان وجماعاتهم الفرعية المعلومة، هؤلاء الثعالب المتخفية التى باعت أوطانها بأبخس ثمن، الذين يتلونون على كل الألوان حسب المصلحة ويفرحون فى المصائب والملمات، صُفر الوجوه قد سُلبوا المكانة وفقدوا الاحترام ووقف حالهم وانقطعت عنهم العطايا بعد انقضاء المهمة التى يحلمون ليلا ونهارا بعودتها لتعود الخيرات والواردات على حساب الوطن الذى لا يعنيهم أمره فى شىء !
وفى هذا القطاع من أسماء النشطاء والإعلاميين والحزبيين الكثير، قاتلهم الله جميعا وجعل كيدهم فى نحورهم وتدميرهم فى تدبيرهم .
هل يعود المجتمع المصرى لسابق عهده من التناغم والتفاهم والالتفاف حول الهدف الأسمى لانتشال الوطن من السقوط وغربلة جميع الخونة والحاقدين وعودة تفاؤل المحبطين ورجوع الشباب الغاضبين لحضن مصر من جديد؟
أدعو الله أن تتحقق أمنيتى فى مطلع العام الجديد، لعله بإذن الله عام خير ورخاء لمصر والمصريين .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة