وتقول "هبة سامى"، المحاضر فى علوم التغيير والعلاقات الإنسانية، لـ"اليوم السابع": "لمعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع الذات والآخر بعد الانفصال يجب أن ندرك فى البداية مراحل بناء العلاقات والحب، فأى علاقة حب تمر بثلاث مراحل الأولى هى التعلق وفيها يكون الانبهار والإعجاب بصفات شخص ما، وهى مرحلة البدايات بكل جمالها وتدفقها العاطفى، ثم تأتى مرحلة الاستكشاف وفيها يستطلع الطرفان صفات بعضهما البعض وفيها تظهر المشكلات أيضًا والعيوب، وأخيرًا المرحلة الثالثة وهى مرحلة التكيف والتى يحدث فيها الانسجام والتكيف مع مميزات وعيوب الشريك ويأخذ الطرفان مسئوليتهما المشتركة فى العلاقة".
وتضيف خبير التطوير الذاتى: "أسوأ أنواع الانفصال هو الذى يحدث فى فترة التعلق بلا أسباب، حيث تسبب جرحًا غائرًا ليس لأن الحب حقيقى أو عميق أو لا ينسى كما تظن بعض الفتيات، ولكن لأنها لم تر الوجه الآخر المظلم للشريك، من ثم هى تحب وتعلقت وتُرِكت.. وتبنى وتغذى وعيها وعاطفتها بالأحلام وتصور واهم عن الشريك".
وترجع أسباب الانفصال فى هذه المرحلة إلى أن هذا الشخص إما يفتقد الصبر للوصول لمرحلة الاستكشاف أو لم تكن عنده نية سليمة منذ البداية. والانفصال فى هذه المرحلة يكون مؤلمًا رغم أن الفتاة ربما لو وصلت لمرحلة الاستكشاف كان من الممكن أن تتركه بكامل إرادتها.
أما أفضل أنواع الانفصال فى رأى "هبة سامى" هو ذلك الذى يأتى بعد الاستكشاف وفى مرحلة التكيف حين يخفق الاثنان فى ذلك كثرة المشاكل مع عدم الانسجام والهناء والسلام النفسيين، هنا سيحدث الانفصال ورغم الوقت الذى مر لكن مع مرور وقت سيحدث فك الارتباط عقليًا ونفسيًا وعاطفيًا إن تم التعامل بشكل صحى وسليم مع العلاقة.
وللخروج من آلام ما بعد الانفصال، خاصة فى مرحلة التعلق تنصح خبير التطوير الذاتى الفتاة بأن تحاول التفكير بعقلانية أكثر وتعرف أنها ليست نهاية الدنيا، وأنها بالتأكيد ستقابل يومًا شريك حياة أفضل، وأفضل طريقة للخروج من هذه الحالة هو المنطق والفهم.
أما إذا كان الانفصال بعد مرحلة الاستكشاف فينبغى أن تترك الفتاة لنفسها مساحة للتعبير عن أى مشاعر سلبية، ويجب أن تحذر الفراغ العاطفى الذى قد يعميها ويجعلها تبحث عما فقدته فى العلاقة السابقة وتقع فى تجربة أكثر فشلاً.
الخطوة الثالثة هى أن تضع كل أسرار شريكها السابق فى صندوق الماضى وتغلقه تمامًا لأن النهايات أخلاق، ثم تكتب فى ورقة كل ما تعلمته من هذه العلاقة، وتواجه نفسها بأخطائها وتحاول أن تتسامح مع أخطائه وتعد نفسها بعدم تكرار الأخطاء.
بعدها يجب أن تبدأ رسم صورة جديدة لنفسها وتستكشف نفسها من جديد لتعرف ما يناسبها ولا تضيع وقتها فى فشل متكرر.
يجب أن تدرك جيدًا أنها لم تفقد شيئًا فهذه التجربة تحدث للكثير من النساء ولا ينبغى أن تظل تفكر بأنها منحت كل شىء ولم يتبق داخلها أى قدرة للعطاء.
قبل البحث عن الحب من جديد يجب أن تشعر الفتاة بأنها ممتلئة وتشبع نفسها بالحب والتقدير والنجاح وتكون شخصية ممتلئة كى تختار بطريقة صحيحة وتتعامل بطريقة صحيحة ومن ثم تجد من يعاملها بطريقة صحيحة.
هبة سامى المحاضر فى علوم التغيير والعلاقات الإنسانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة