عادل السنهورى

الطائرة بين موسكو والقاهرة

الأربعاء، 18 نوفمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بوتين اعتبر الحادث أكثر الأعمال الإرهابية دموية

هل قضى الأمر فى قضية طائرة الركاب الروسية فوق سيناء؟
موسكو حسمت الجدل، وأجهزة المخابرات الروسية أبلغت بوتين بأن «عمل إرهابى» وراء تفجير الطائرة، ومقتل جميع ركابها- 224 راكبا- وأن الطائرة انفجرت بقنبلة يدوية.

الرئيس الروسى اعتبر الحادث ضمن الأعمال الإرهابية الأكثر دموية فى تاريخ روسيا، وأن روسيا ستعثر على الإرهابيين الذين قاموا بتفجير الطائرة فى أى مكان فى العالم وستعاقبهم.

إن صحت هذه المعلومات من الأساس، فمعنى ذلك أن جوانب أخرى فى عملية التفجير ما زالت غامضة، وأسئلة كثيرة مطروحة الآن بلا إجابة عن إجراءات الأمن والسلامة فى مطار شرم الشيخ، وباقى المطارات المصرية والأجهزة المستخدمة فى الكشف عن متفجرات أو أدوات غير مسموح بالصعود بها إلى الطائرة، وكيفية تهريب القنبلة اليدوية إلى داخل الطائرة عبر المطار، وهل هناك من شارك فى التسهيل والتهريب أم أن التنظيمات الإرهابية بلغت مستوى عالى من عمليات التهريب لا تواكبه إجراءات التفتيش فى المطارات، مثلما تفوقت فى توظيف التكنولوجيا الحديثة فى التواصل والتجنيد والاختراق.

الرئيس بوتين طالب «شركاء روسيا» بتقديم المساعدة فى العثور على الإرهابيين المتورطين فى تفجير طائرة الركاب فوق سيناء ومعاقبتهم، محذرًا كل من سيحاول مساعدة الإرهابيين بأنهم سيتحملون كامل المسؤولية.

بوتين فى كلمته يدرك أن الهدف من رسالة تفجير الطائرة الروسية، وتحديدا فى سيناء، هو الضغط عليه وعلى الدور الروسى فى الملف السورى، بعد أن حققت موسكو تقدما مذهلا بعد إعلان تدخلها العسكرى والسياسى، واستغلال تذمر المعارضة والرأى العام الروسى من استمرار العمليات العسكرية، وعدم وضع سقف زمنى لها، وتفجير الطائرة فوق الأراضى المصرية تحديدا وفى هذا التوقيت، ومحاولة تحقيق أكثر من هدف بضربة واحدة، فمن ناحية، إرباك القيادة الروسية فى استمرار عملياتها فى سوريا، ومن ناحية أخرى محاولة زعزعة العلاقات المتصاعدة بقوة فى الفترة الأخيرة بين القاهرة وموسكو، ولذلك اتخذت روسيا إجراءات رأى الرأى العام فى مصر أنها انتكاسة فى العلاقات بين البلدين، وهو ما نفته موسكو واعتبرت ما اتخذته من خطوة إعادة السياح من شرم الشيخ وحظر طائرات مصر للطيران إلى موسكو «إجراءات مؤقتة»، فالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين وحجم التعاون العسكرى والنووى والاقتصادى لن يتأثر كثيرا بعملية إرهابية ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة فى العالم، فالإرهاب أصبح ظاهرة عالمية معقدة الأطراف، توظف فيها التنظيمات الإرهابية، والطائرات التى قادها الإرهابيون فى أحداث 11 سبتمبر 2001 أقلعت من مطارات أمريكية، وطائرة لوكيربى وغيرها، ثم جاءت هجمات باريس لتؤكد أن الإرهاب لا وطن له، ويضرب فى كل مكان فى العالم، ومواجهته تحتاج إلى توافر إرادة حقيقية للقضاء عليه، ولكن يبدو أن الدول التى تتشدق بمحاربة الإرهاب هى أول من يدعمه، والرئيس بوتين فى قمة العشرين الأخيرة فى تركيا كشف بنفسه أن هناك دولا أعضاء فى المجموعة تأوى وتدعم الإرهاب، وبتوين بالتأكيد عندما يقول هذا، فيقينا هو يعلم بالمعلومات من وراء الإرهاب فى العالم وما هى أهدافه وأغراضه.

عموما إذا صحت المعلومات الواردة من موسكو، وإذا تأكد بما لا يدع مجالا للشك من خلال لجان التحقيقات والتقرير النهائى، فى أن سقوط الطائرة تم بعمل إرهابى وليس بعطل فنى، فعلينا فى مصر أن نتعامل مع الأزمة الحالية بمنتهى الجدية والحزم والعقل، وأن نستمر فى طرح الأفكار والمبادرات وإطلاق التحذيرات بشأن الإرهاب الذى يكتوى به من يرعاه، سواء فى المنطقة أو خارجها، كما أن علينا أن ندرس ونعيد النظر فى منظومة الأمن وكل الإجراءات الأمنية بالمطارات، وتطوير آلية التعامل مع الإرهاب الحديث الذى اخترق أكثر الأجهزة الأمنية تحصينا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة