أكثر الأخبار التى أزعجتنى فى نهاية الأسبوع، ما نشرته «المصرى اليوم» عن المدارس الأجنبية التى تجبر طلابها على تحية علم غير العلم المصرى، الأمريكى والبريطانى والفرنسى والكندى، شىء أكثر إزعاجا من كوارث الأمطار والطائرة الروسية ومؤامرة كاميرون، وذكرنى بتكرار نفس جريمة الجماعات الإرهابية، التى كانت تجبر التلاميذ فى الثمانينيات والتسعينيات، على ترديد هتاف «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، صلى الله عليه وسلم، فلم تكن أهدافهم تحية الرسول، ولا التذكير بسيرته العطرة، وإنما غرس بذور التطرف فى نفوسهم، وتزويدهم بأعلام سوداء عليها شارات الإخوان والقاعدة، ورفعها فى طابور الصباح والخروج بها إلى الشوارع، وضرب الولاء والانتماء للوطن الذى يعيشون فيه.
الآن تتحول الدفة من مدارس أولاد المصريين البسطاء فى القرى والأرياف، إلى مدارس أولاد القادرين والأغنياء فى الأحياء الراقية، مع استبدال أعلام التطرف السوداء، بأعلام ملونة لأمريكا وكندا وبريطانيا وفرنسا، ويضع الطلاب شارة الحرب العالمية الأولى على صدورهم احتفالا بمرور 101 سنة على ذكراها، ولا تفعل نفس الشىء مع الحروب التى انتصرنا فيها، لإعادة إحياء الروح الوطنية فى جيل المستقبل، الذى يجب أن نسترده بسرعة من حالة التشتت وفقدان الانتماء، ليس معنى أنها مدارس أجنبية أن تفعل ما يحلو لها، بعيدا عن الرقابة والإشراف المباشر لوزارة التربية والتعليم، فهى ليست سفارات أجنبية ترفع أعلام دولها، ولكنها مدارس مصرية على الأراضى المصرية وطلابها مصريون، وتخضع للقوانين المصرية، وترحمت على الزمن الجميل، عندما كنا نغنى فى طابور الصباح، نشيد أحمد رامى الرائع: «أيها الخفاق فى مسرى الهوى، انت رمز المجد عنوان الولاء.. نفتدى بالروح ما ظللته، ونحى فــيك روح الشــهداء.. قدرة تبعث فى النفـس الأمل، وهلال ليس يطويه الآجـل».. نحن فى زمن تعدد الولاءات والأجندات، وتعاظم مخططات ضرب الهوية الوطنية، والعلم ليس مجرد قطعة قماش مرفوعة فوق سارى، ولكنه رمز للوطن والشهداء والتضحيات والبطولات.. الاصطفاف يبدأ من هنا.. فلا علم إلا علم مصر، ولا تحية إلا «تحيا مصر».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة