الألمان يشعرون بالندم بعد أن فتحوا حدودهم للاجئين السوريين، بسبب الفتاة الجميلة روكسانا «18 سنة»، التى قتلها أبوها وأخويها غسلا للعار، فقد تعرضت للاغتصاب فى سوريا على يد ثلاثة مدمنين، وهربت إلى ألمانيا خوفا من عائلتها، وأقامت فى مدينة «بيساو» بعد منحها حق اللجوء السياسى، والتحقت بعمل إعلامى، واحبها زملاؤها، وأقامت فى بيت صغير، وتخلصت من آثار الاغتصاب الهمجى، إلا أن عائلتها نجحت فى الهجرة مؤخرا إلى ألمانيا، وبحثوا عنها فى كل مكان حتى وجدوها، ومنحوها الأمان الكاذب وانتقلت للمعيشة معهم، ولكنها أفاقت على كابوس ثقيل، عندما سمعت أمها تتحدث بالهاتف، مع شخص مجهول، وتحدد ساعة الصفر لقتلها وغسل عارها.
لم يمهلها القدر للهرب، وعثر البوليس الألمانى على جثتها مدفونة فى حديقة المنزل، وهرب أبوها وشقيقيها إلى تركيا وعادوا إلى سوريا، للاحتفال بالنصر العظيم فى معركة استرداد الشرف، التى راحت ضحيتها تلك الفتاة البريئة، التى قُتلت مرتين اغتصابا وذبحا، وأفلت الجناة فى الجريمتين من العدالة، وأصابت الرأى العام الألمانى بصدمة مذهلة، بعد أن أفردت كل وسائل الإعلام مأساتها، وتساءلوا: كيف نطمئن لهؤلاء البشر المتطرفين، وكيف نحمى مجتمعاتنا من سلوكياتهم الشاذة، التى تهدد الحق فى الحياة، وتضرب قيم الإنسانية والعدالة؟
الفتاة لم تكن منحرفة حتى بالمعايير الشرقية، ولكنها ضحية الفوضى فى بلادها، وتحملت مهانة الاغتصاب وغياب العدالة، وطوت صفحة الماضى بمرارتها، وبدأت حياة جديدة فى مجتمع يقدس الحريات الشخصية، ويحميها ويمنع المساس بها، واقتحم حدودهم صنف من البشر أقرب إلى الحيوانات المتوحشة، لم يبحثوا عن المجرمين الحقيقيين، ولكن طاردوا فريستهم البريئة حتى نالوا منها، ثم عادو لبلادهم ليحتفلوا بالنصر، واحتساء دمائها فى كؤوس الشرف، ويا له من شرف خسيس عنوانه الخزى والعار، ويزيح الستار عن الهمج الذين يدنسون ثوب الإنسانية، ويهددون وحدة بلادهم وحياة شعوبهم بالموت والتهجير، واختزلوا شرف أوطانهم فى الاغتسال بدماء «روكسانا».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة