6صحفيات محجبات من «اليوم السابع» يكتبن رسالة إلى حزب النور.. المرأة ليست «كمالة عدد» ولا عورة ولا أداة فى أيدى مرشحين بالانتخابات.. وإنما هى وزيرة وصحفية وقاضية ونائبة برلمان تحاسب الحكومة وتراقبها

الثلاثاء، 06 أكتوبر 2015 11:31 ص
6صحفيات محجبات من «اليوم السابع» يكتبن رسالة إلى حزب النور.. المرأة ليست «كمالة عدد» ولا عورة ولا أداة فى أيدى مرشحين بالانتخابات.. وإنما هى وزيرة وصحفية وقاضية ونائبة برلمان تحاسب الحكومة وتراقبها يونس مخيون

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اقتربت الانتخابات ورأينا كيف يخوض حزب النور والسلفيون انتخابات مجلس النواب، ولهم الحق فى خوض الانتخابات، لكنهم يسعون لاختراق الهوية ويفرضون رؤيتهم الضيقة فيما يخص المرأة والحريات، المرأة لديهم مجرد أداة لكسب أصوات قطاع من الناخبين، ليس من أجل حرية أكثر للمرأة فى العمل والحق فى رعاية أسرتها والحفاظ على كرامتها. وعدم التعامل معها على أنها مجرد ماكينة للولادة.

مصر كانت طوال الوقت قادرة على منح المرأة حقها فى العمل والحرية، وما يقرب من نصف الأسر المصرية تعولها نساء. ينتمين للإسلام وثقافته وأحكامه، تعرف المرأة المصرية معنى الأمومة والعمل، لكن الصورة التى يقدمها السلفيون مقتطعة وناقصة ومجرد أداة لجذب أصوات للحصول على مقاعد يمارس أصحابها الازدواجية وحصار المرأة. ومن هنا فإن 6 صحفيات وكاتبات من «اليوم السابع»، للمصادفة كلهن محجبات يعرفن أصول دينهن ينتقدن التصور الضيق للنور والسلفيين عن المرأة. سيدات عاملات، ملتزمات بأن الدين معاملة، وأن الأعمال بالنيات، ويحرصن على مكاسب انتزعتها المرأة المصرية، بمشاركة واسعة فى 25 يناير و30 يونيو.

الكاتبات الست يختلفن مع ما يحاول بعض السلفيين طرحه، يتمسكن بالحقوق والحريات ومع نائبات لسن كمالة عدد وإنما نائبات امتداد لامرأة تولت الوزارة والقضاء، والمناصب الدبلوماسية والتنفيذية والصحافة والطب والهندسة والمحاماة والتدريس. وترفضن إخفاء النائبات وتحويلهن لمجرد أرقام لجذب أصوات باستخدام المشاعر التى يتفق عليها المصريون فى إسلامهم ودينهم.

 باكستان تسمح للمرأة بقيادة البرلمان وحزب النور يسعى لإخفائها.. كيف ترضى مرشحات «النور» بالعمل العام وتعده حقاً لها وتنسى حقوق المجتمع فى التعرف عليها؟


تحليل تكتبه:سهام الباشا




فى عام 2008 استطاعت فهميدا ميرزا الوصول إلى رئاسة البرلمان الباكستانى، لتعتبر بذلك أول امرأة تتقلد هذا المنصب فى بلادها، ويبدو أن دولة باكستان الإسلامية تسبقنا بخطوات، حيث وصلت ميرزا بغطاء رأسها لتقود كل رجال البرلمان، بمن فيهم الإسلاميون الذين وافقوا على رئاستها لهم. 

هذا فى الوقت الذى لا يزال يفكر فيه حزب النور فى الكيفية التى يخفى بها ممثلاته فى البرلمان عن أعين الرجال، وهى نظرة تختزل المرأة وتقلل من دورها. 
 
 أكثر ما أثار دهشتى هو تصريحات إحدى مرشحات حزب النور لـ«اليوم السابع»، بأنها لن تنشر صورتها إلا بإذن زوجها وهى أصلا ليست امرأة منتقبة، وهى التصريحات التى تثير مجموعة من التساؤلات الموجهة لهذه السيدة حول تعاملاتها مستقبلا داخل البرلمان: هل سوف تحصلين على إذن زوجك عندما تتعاملين مباشرة مع الرجال تحت القبة وتتناقشين معهم فى مطالب الناس وتبدين اعتراضك على الموازنة العامة أو عندما ترسلين استجوابا عاجلا ضد أحد الوزراء؟ وإذا جاءت عليك كاميرا التليفزيون المسؤولة عن بث جلسات البرلمان هل ستختبئين تحت الطاولة حتى لا تظهر صورتك على شاشات التليفزيون لأن زوجك لم يأذن لك بذلك؟ إذا كانت الإجابة بـ«نعم» فاجلسى بجوار زوجك ولا تسعى لمنصب يبعدك عنه وعن أسرتك.

فكيف ترضى هذه المرشحة على نفسها العمل العام وتعتبره حقا من حقوقها وتنسى حقوقنا نحن «آل» هذا المجتمع فى أن نتعرف عليها، كيف يمكننا التصديق أن حزب النور حزب مدنى وهو لا يزال يتبع نفس أسلوبه فى التعامل مع المرأة باعتبارها «كمالة» عدد ومشاركتها مجرد تطبيق للقانون؟

كيف لى أنا كناخبة وأنا واحدة من بين 27 مليون ناخبة أخرى هن قوام الكتلة التصويتية النسائية فى مصر، أن نتعرف على طريقة تفكير المرأة التى تمثلنا فى البرلمان وهى أصلا تخاطبنا من خلف ستار وتخفى وجهها عن المجتمع الذى ترغب فى خدمته.

كيف ستطالب بحقوقنا تحت القبة وهى لا تزال تفكر أن صوتها عورة وأن زوجها لم يسمح لها بأن نراها، كيف أطالب أن أكون نصف المجتمع وأنا أرفض المجتمع والتعامل مع أفراده.

  باكستان لم تنظر للنساء باعتبارهن مجرد أداة يستخدمها البعض للوصول إلى مقاعد البرلمان تطبيقا لما يقره القانون من كوتة النساء، بل استطاعت المرأة الباكستانية المحجبة داخل البرلمان أن تثير العديد من الموضوعات المهمة التى تمس المجتمع كقضية العنف ضد النساء.

 فيبدو أن الهدف الأساسى من الكوتة لم يستوعبه حزب النور الذى اختار تلك المرشحات، فالكوتة كانت الهدف منها هو أن يصبح هناك تمثيل برلمانى قوى للمرأة، بعد أن كانت المشكلة تكمن فى قلة تقدير دورها، نتيجة للنظرة الذكورية داخل المجتمع والتى لا تزال هذه المرشحات يكرسن لها أيضا بطريقة تفكيرهن، فحزب النور أخذ من القانون ما يناسبه هو واستخدام المرأة ليحصل على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، لكن فيما يخص المجتمع من تمكين المرأة والحصول على حقوقها كاملة فهو أمر ليس بحسبانه.

مرشحة «النور» المحظورة.. الحزب تعامل مع ترشيح المرأة والأقباط بـ«الضرورات تبيح المحظورات»


تحليل تكتبه:زينب عبداللاه




أعتبر أن ارتداء النقاب حرية شخصية وليس لدى أى مشكلة فى التعامل مع المنتقبات فمنهن صديقات وأقارب أكن لهن كل حب واحترام وتقدير، فلم يكن ارتداء النقاب أو خلع الحجاب يوما سببا فى تغير علاقتى بأى من الصديقات أو الزملاء والأقارب. كان لابد من التأكيد على موقفى من ارتداء النقاب أو خلع الحجاب فى بداية هذه السطور وقبل أن أتحدث عن موقفى من مرشحات حزب النور والنقاش والجدل الواسع الذى أثاره الحزب حول قضية ظهور صور مرشحاته. وهى القضية التى أثارها الحزب الذى يرى وجه المرأة وصوتها وظهورها من الأساس عورة يتحايل لإخفائها منذ الانتخابات الماضية، والتى وضع فيها صور ورود بدلا من صور مرشحاته اللاتى وضعهن فى أواخر قوائمه رغما عنه، واعتبر ذلك حيلة مشروعة للوصول إلى مقاعد مجلس الشعب وعدم تركه لليبراليين والعلمانيين وغير المسلمين -على حد زعم بعض قياداته- الذين يرفضون ظهور المرأة أو ترشحها، ويتعاملون معها على أنها عورة ولا يحق لها الترشح، وكذلك يرون ترشح الأقباط مخالفا للشريعة، ولكنهم تعاملوا مع قضية ترشح المرأة والأقباط على أنها من الضرورات التى تبيح المحظورات، فاعتبروا أن دخول مجلس الشعب ضرورة تبيح بعض الأشياء المحظورة، ومنها قبول فكرة ترشح المرأة والأقباط على مضض للوصول إلى مقاعد مجلس الشعب!!

فهل هناك نفاق وكذب سياسى أبشع من التلاعب بالقناعات الدينية، ومنح تبريرات لكل المواقف على طريقة الغاية تبرر الوسيلة؟! وهذا من أول الأسباب التى تنفر الكثيرين من اختيار مرشحى حزب النور وخاصة السيدات، فكيف لى كامرأة أن أختار من قبلت على نفسها أن تكون كمالة على قوائم حزب يراها محظورة، وكيف لهذه المحظورة أن تطالب بحقوق غيرها وتسن وتشرع القوانين، كيف تقبل هذه المرشحة ما يبرر به بعض قيادات ومشايخ الحزب دخول المرأة والكافر مجلس الشعب على اعتباره ولاية صغرى وليست ولاية كبرى؟!

كيف لى أن أنتخب مرشحة لتعبر عنى بينما تتصاعد الخلافات فى الحزب المدرجة على قوائمه لمجرد وضع صورتها وظهورها فى الدعاية الانتخابية، وهو ما أكده محمد صلاح خليفة، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، بأن الحزب لن يضع أى صور للمرشحات لأن

وضع صور المرشحات على اللافتات أمر غير مقبول لقواعد عريضة داخل الحزب، وأن الحزب متواجد بأماكن قبلية وشعبية لا تقبل وضع صور المرشحات، لاعتقادهم بأن ذلك مخالف للشريعة، ويتعارض مع مبادئ الحزب، بل يرى قطاع كبير من الحزب وقياداته أن ترشح المرأة والأقباط يخالف الشريعة، فكيف لهذه المستخبية أن تقف فى قاعات مجلس الشعب لتتحدث عن قضايا الوطن والمواطنين وهل ستطالب بعدم وجود كاميرات فى المجلس حتى لا تلتقط لها صورا وفيديوهات لتنشر على وسائل الإعلام؟!

وكيف ستعقد المرشحة المخفية مؤتمرات جماهيرية لعرض برنامجها الانتخابى، وهل ستكتفى بأن يجلس قيادات الحزب من الرجال فقط للتحدث فى هذه المؤتمرات كما حدث من قبل؟

وهل ستتكلم هذه المرأة التى قبلت أن تترشح على قوائم حزب النور وأن تتفق مع أفكاره وسيعلو صوتها فى مجلس الشعب أم ستعتبر، ويعتبر حزبها، أن صوتها عورة، وعليها التزام الصمت دائما؟!

وهل سيطالب الحزب ومرشحاته فى البرلمان بالفصل بين النواب والنائبات، وماذا لو طلب رئيس المجلس التأكد من هوية النائبة المحظورة وكشف وجهها؟!

كيف أقبل أن تسلبنى المرشحة على قوائم حزب النور حقا وتمنحه لنفسها، وهو حقى فى أن أرى وجهها وتعبيراته، وهى إحدى أهم الوسائل للتواصل بين البشر، فى حين تمنح لنفسها هذا الحق.

وإذا كانت إحدى مرشحات الحزب بغرب الدلتا أكدت فى أول تصريحاتها أن مرشحى الحزب اتفقوا بالأغلبية على عدم نشر صور السيدات المرشحات، مشيرة إلى أنها لن تنشر صورتها إلا بعد الحصول على إذن زوجها، فكيف سيكون رأى زوجها فى تصويرها يوميا داخل قاعات المجلس، وماذا لو لم يأذن لها زوجها فى الخروج لحضور الجلسات؟

سيدتى المحظورة كفاكى وكفى حزبك إهانة للمرأة، وتقليلا من دورها، واستخدامها وسيلة لتحقيق غاية، وهو ما يمثل أبشع صور الانتهاك والنفاق والكذب السياسى «اركنى على جنب وخليكى مستخبية».


لن أمنح صوتى لمن يرانى «عورة».. والمرشحة المنتقبة لا تشبه «المرأة المصرية» ..«النور» لا يجد مانعا من التخلى عن بعض ما يؤمن به فى سبيل البقاء


تحليل تكتبه: سمر مرزبان



شهدت مصر منذ ثورة يناير العديد من التغيرات التى لم نرها من قبل، حيث الحرية والديمقراطية والانتخابات الحقيقية الخالية من التزوير أو الانحياز لحزب بعينه، وعندما تولى مرسى الرئاسة وسيطر الإخوان على البرلمان شعر المصريون بخيبة أمل، لأنهم وجدوا سيطرة من نوع أخطر، حيث التلاعب بالمشاعر الدينية، ولهذا خرج المصريون رافضين تلك الهيمنة الدينية، مطالبين بدولة مدنية تقبل جميع الأطياف وتستوعب مختلف الأفكار.

ومنذ أن نجح المصريون فى عزل مرسى وكلهم أمل فى برلمان متزن يعبر عنهم، وحلمت المرأة بشكل خاص المرأة بتمثيلها تمثيلا صحيحا بعيدا عن أى انحياز أو تطرف، تمثيلا يعبر عن المرأة المصرية، سواء كانت مسلمة أم مسيحية، وكان كل أملها أن تجد على مقعد البرلمان من تشبهها فى ملامحها وشخصيتها، فإذا بحزب النور يفسد هذا الحلم بطرح المرأة بصورة غير واضحة، فأجد نفسى حين أختار امرأة تعبر عنى لا أتمكن من التواصل معها، لأنها خلف ستار «النقاب»، ومن هنا كان علينا رفض تمثيل المرأة والتعبير عنها من وراء «حاجز».

فنحن لسنا بشىء يستدعى أن يدارى أو «يستخبى»، فإذا آمنت أن صوتى الانتخابى ليس عورة فعلىّ الإيمان بأن وجهى أيضا ليس عورة.

وهذا لا يعد رفضا للنقاب، لأنه حرية طالما نادينا بها وحاربنا من أجلها، ولكن لا يمكن أن أمنح صوتى لامرأة تمثلنى من وراء حاجز، فكيف لها بإيصال صوتى والتعبير عن مشاكلى والدفاع عن حقوقى وحريتى وهى لم تؤمن بحقها فى مواجهة المجتمع، وإذا تمكنت من القيام بذلك فى حياتها الشخصية، فهذا حقها، ولكن عليها التفكير ألف مرة قبل خوض الحياة السياسية، لتتحدث بلسان سيدات وبنات لا يشبهنها ولا يرين فيها صوتا نسائيا حرا يعبر عنهن، بل إنها ستكون صوت حزب وفصيلا آخر لن تعبر إلا عنه ولن تتكلم إلا بلسانه، وسيكون هذا بمثابة إعادة لما عانته المرأة فى عهد الإخوان.

وأعلن رفضى لترشح امرأة منتقبة فى الانتخابات البرلمانية ليس تدخلا منى فى نقابها، بل إنه تدخل منها فى حياتنا كبنات وسيدات مصريات وتدخل فى توجهاتنا وأحلامنا التى نحلم بها لبلدنا.

أرفض أن تتحدث بلسانى امرأة منتقبة ليس لعدم قدرتها على الحديث، ولكنها لن تعبر أبدا عما أريد قوله أو أطالب به.

أرفض ترشح المرأة المنتقبة، لأنها تمثل حزبا غير واضح فى اتجاهاته يريد أن يكون متدينا، ويعبر عن الإسلام، وفى ذات الوقت لا مانع لديه فى التخلى عن بعض مبادئ الإسلام فى سبيل البقاء والاستمرار فى المشهد السياسى، فأقر بدخول المرأة الانتخابات، وأجاز لها التحدث فى الشؤون السياسية، فى حين أنه يؤمن أن صوتها عورة، فأصبح بالنسبة لى حزبا مشوشا لا يعرف ما يؤمن به.

المرأة فى عقل «النور» بين صورة وردة على قائمة انتخابية ورقم فى معادلة سياسية.. «الحزب» يلعب بالبيضة والحجر ولايقدم إجابة مقنعة عن الحق الغائب للمرأة



تحليل تكتبه: همت سلامة





لا يزال حزب «النور السلفى» هو الحزب الوحيد الذى يحتل المرتبة الأكبر من علامات الاستفهام على تصرفات ومواقف أعضائه وقياداته خاصة مع اقتراب كل ماراثون انتخابى، ففى 2011 كانت المفاجأة الأولى بوضع صورة «الوردة» مكان صور «السيدات» المرشحات على القوائم الانتخابية، وهو الأمر الذى أثار ضجة وقتها وقابله أعضاء النور بإجابات مطاطة على شاكلة أن المرأة المسلمة لها كرامتها وحصانتها ولا يجوز الكشف عن وجهها.

فى هذا الوقت كان التيار الإسلامى هو المسيطر على المشهد السياسى والمتحكم فى صناعة القرار، ومن ثم كانت المناقشات الأولية حول انتهاك حزب النور للمبادئ الأساسية لاحترام المرأة دائما ما تنتهى إلى لا شىء، ودائما ما تغلق أى دائرة حوار حول الحق الغائب للمرأة  فى حزب النور.

دارت الأيام ، وتكرر نفس الموقف بنفس التفاصيل، ومع مارثون انتخابات 2015، يستخدم حزب النور من جديد صورة وردة مكان السيدات المرشحات على قوائمه، وفى بعض الأحيان لا ينشر صورا بالأساس لمرشحى القائمة لتفادى صور المرأة.

الأصل هنا ليس صورة على لافتة، الأصل هو اقتناع الحزب نفسه بدور المرأة فى الحياة السياسية أم لا، هو إيمانه بأنها شريكة فى العمل السياسى وصناعة القرار أم أنها رقم مفروض عليه بموجب قانون مجلس النواب، رقم محدد فى كل قائمة انتخابية، ولا يجوز قبول أى قائمة إلا بهذا الرقم، ومن ثم فلا مفر إلا من وضع أية أسماء لسيدات دون أى اعتبار لنشر صورهن أو ممارستهن الحياة السياسية أو حتى نشاطهن تحت قبة البرلمان فى حال الفوز.

الواقع يكشف لكل عاقل أن حزب النور يلعب بـ «البيضة والحجر»، يلعب مع الدولة بمنطق «الشطرنج» ويحسن تحريك القطع ويدرك تماما متى يتقدم ومتى يتراجع، وبكل بساطة فالحزب السلفى ذو المرجعية الدينية المعروفة، دفع بشخصيات قبطية على قوائمه رغم أنه يضع حاجزا كبيرا مع الأقباط ويرفض تهنئتهم بالأعياد، ودفع الحزب بالأقباط فقط فى إطار «لعبة الشطرنج» ، بل وكرر اللعبة مرة أخرى  مع مسألة السيدات، دفع بأسماء لا أنا ولا أنت ولا حتى أعضاؤه أو أغلب قياداته يعرفونها، دفع بهن فقط لاستكمال العدد، لأنهن بالنسبة له، رقم يكمل معادلة القوائم المعقدة، لأنهن الكوبرى لعبوره إلى مجلس النواب، الكوبرى لاجتياز التحدى الأكبر مع الدولة منذ 30 يونيو.

الأسئلة الكاشفة فى قضية حزب النور السلفى وعلاقته بالمرأة، تتضح من خلال أسئلة تبدو بسيطة لكن جوهرية، هل توجد سيدة ضمن الهيئة العليا لحزب النور؟ وهل شاهدت أى سيدة تنتمى لحزب النور تتحدث فى فضائية عن دورة المرأة بالحزب؟ وهل شاهدت أى تجمع كبيرة لسيدات المحافظات بحزب النور فى اجتماع يضم كل أمانات المرأة؟ وهل يصدر حزب النور للانتخابات أى سيدة معروفة بخلاف زوجة نادر بكار المعروفة سلفا بحكم زواجها من نادر وكونها ابنة الدكتور بسام الزرقا القيادى بالحزب؟
كل الأسئلة السابقة ليس تقليلا من عضوات حزب النور، ولكنها أسئلة للوقوف على الحقيقة الغائبة التى يهرب منها حزب النور، هل حقا يتعامل حزب النور مع المرأة باعتبارها شريك فى صناعة القرار أم أنها رقم فى معادلة لقائمة انتخابية وصورة وردة على لافتة حزبية. 

فى حزب النور.. المرأة «كمالة» قائمة انتخابية.. دفع الحزب بها رضوخاً للقانون.. عدم إيمان الحزب بها انعكس على استبعادها من الترشح على المقاعد الفردية



تحليل تكتبه: إحسان السيد





عزيزتى فوزية.. حنان.. ليس لدى المعلومات الكافية للتواصل معك.. لا أعلم ما شكل ملامحك وما هى تعبيرات وجهك.. ولكن، هل تقبلين أن أواجهك بعدد من الأسئلة باعتبارك مرشحة قررت أن تخوضى انتخابات مجلس النواب تحت مظلة حزب النور، وباعتبارى مواطنة لها صوت انتخابى يتوقف عليه وغيره من الأصوات وصولك للبرلمان من عدمه، بعض الأسئلة قد تصيبك بنوع من الضيق أو بعض الغضب.. على كل حال أنا لن أتأثر كثيرًا بمثل هذه المشاعر الغاضبة، فهناك حاجز أسود بيننا.. يحول دون التواصل المباشر، لأنك، وببساطة، اخترت أن تكونى «كمالة» قائمة انتخابية، وقع عليها الاختيار رضوخًا من حزب لمادة فى قانون الانتخابات أجبرته على اختيارك لتكونى ضمن مرشحيها.. فقط لأن القانون ألزمهم بذلك، وإلا فلن يتمكنوا من خوضها..

فى سطور قليلة أسئلة بسيطة.. أحاول أن أناقشك فى أفكارك ومدى ثقتك بنفسك وقدرتك على تمثيلى فى البرلمان..

كيف تنظرين لنفسك؟ هل لديك معلومات مستفيضة عن قيمتك كامرأة فى مجتمع سياسى مصرى؟ هل تعلمين أن الدولة شرعت قانونا أجبر رجال حزبك السلفى على تمثيلك فى البرلمان.. القانون هو من قدّر قيمة المرأة ودعمها، لأنه مؤمن بدورها فهى نصف المجتمع.

حزب النور السلفى لا يؤمن بالمرأة، لا يعرف أهمية دورها اجتماعيا وسياسيا، لم يلتفت للتاريخ، لم يقرأ ولم يدرس ولم يستفد من التجارب النسائية الناجحة.. لم يوقن دور صفية زغلول ونبوية موسى وغيرهما من السيدات اللاتى غيرت تاريخ وعادات وتقاليد. 

حرص حزب النور على تطبيق قانون الانتخابات ومادته الملزمة بتمثيل المرأة فى القائمة، أجبره على الدفع بهن، لكن لم يرهق نفسه كثيرا، لم يطبق المعايير المطلوبة لاختيار المرشحين، فنظر خلفه.. أمامه، ثم يمينا ويسارا.. فلم يجد سوى زوجات قيادات الحزب السلفى وبناته كأفضل الخيارات المرشحات.. الحزب لم يجهد نفسه كثيرا فاختارك أنت..

ولكن، هل أنت نفسك تؤمنين بذاتك؟.. هل أنت مقتنعة بأنك قادرة على أن تكونى خير مثال للمواطنة الناخبة البسيطة.. قادرة على أن تكونى مرآة عاكسة لمعاناة المرأة العاملة والمعيلة والمطلقة، والفتاة فى مراحل عمرها؟

هذه الأسئلة موجهة لـ24 مرشحة دفع بهن حزب النور السلفى ضمن قائمتيه فى غرب الدلتا والقاهرة الكبرى (أساسى واحتياطى) ضمن 60 مرشحا بالقائمتين، فإذا كانت إجابتك بـ«نعم»، فلماذا لم تتواصلى مع الناخبين؟.. وإذا كنت ممن يخوضون الانتخابات ضمن مرحلتها الأولى.. فلتعطينا نبذة قصيرة عن دائرتك.. هل التقيتِ ناخبيها سيدات ورجالا.. أم اكتفى (محرمك) بذلك نيابة عنك

ألا تعلمين أن حزب النور دفع بك ضمن مرشحى القوائم، لأن القانون فقط يلزمه بذلك.. لماذا تتجاهلين انتخابات مجلس الشعب 2012.. ألا تتذكرين كيف كان تمثيلك الهزيل فيه؟.. أنسيتِ أنك كنت فى ذيل القوائم الانتخابية حينها؟

عزيزتى مرشحة حزب النور.. أين أنت من المقاعد الفردية؟.. إيمان حزبك بك يبدأ من هنا حين يكون رجاله يؤمنون بأنك على قدر المنافسة الانتخابية بمفردك لا تحتمين فيها بـ«ضل» رجل.. حزب النور دفع بما يقرب من 200 مرشح على المقاعد الفردية .. أنت لست منهم ..لماذا؟ .. ببساطة لأنه لا يؤمن بك

إذن اثبتى لنا أنت حسن نواياك من الترشح للبرلمان وجدية الحزب فيه، حدثينا عن أجندتك التشريعية قليلا.. كيف ستكونين صوتا يعكس صوت الناخبة تحت القبة وما وعودك لها لتضمنى صوتها فى دائرتك؟
ثقتى فيك وتصويتى لك فى الانتخابات مرهونة بإجاباتك عن هذه الأسئلة.. لكنك اخترت الصمت، واكتفيتِ بتصريحات وردود زوجك المرشح أيضًا للانتخابات ليرد عنك وعن دورك فى البرلمان، لذا فلن أنتخب امرأة ترشحت للبرلمان على «حس راجل».. لن أقبل أن تكون السيدة التى تعبر عنى تحت القبة متشحة بالسواد، تختصر نفسها فى يد ترتدى قفازًا أسود أو بنيًّا، ترفعها لأعلى للتعبير عن الموافقة خلال التصويت على قانون، وتخفضها لأسفل حين ترفضه.. لا أقبل امرأة اختزلت صوتها فى الهمهمة الجانبية خلف النقاب ورفضت أن يكون صوتها عاملا مؤثرا يتوقف عليه مصير تمرير قانون من عدمه.

أسئلة لـ«السيدة الوردة» المرشحة على قوائم حزب النور.. كيف تمارسين دورك التشريعى والرقابى تحت قبة البرلمان و«وجهك عورة»؟.. وبأى لغة ستترافعين عن الشعب و«صوتك عورة»؟



تحليل تكتبه: عفاف السيد



للورود لغة رومانسية تكشف ما فى الصدور من جمال وبهجة، وعندما تتعطل لغة الكلام تبدأ الزهور فى التعبير والنطق بكل ما هو جميل معبر عن الحب والسعادة والفرح.

التصرف الغريب الذى أقدم عليه حزب النور السلفى بوضع وردة مكان صورة المرأة فى دعايته الانتخابية يعكس وبشدة النظرة الضيقة والمستغلة الذى ينظر بها قيادات الحزب للمرأة على أنها للمتعة وفقط، وينتهى دورها حين تبدأ فى الذبول وتنتهى دورة حياتها.

فبهجة الوردة التى اختارها قيادات الحزب للتعبير عن المرأة تتنافى مع غلظة حزب النور والسواد الذى يصدره أعضاء الحزب للبسطاء فى طريقة التفكير ورؤيتهم للحياة.

الوردة رمز للحياة الجميلة التى يظل فيها الدين نورا وبهاء، لكن حزب النور يدعو إلى الانغلاق وضيق الرؤية فى مسائل دينية واضحة ويجرنا إلى التشتت والريبة ولا يعتمد ولا يسلم إلا بآراء مشايخ الدعوة السلفية حتى وأن كانت ضد العقل والمنطق.

الوردة رمز الحرية والانطلاق حزب النور سماته الجمود والظلامية، ومازال حتى الآن فى حلال وحرام، السلام على المرأة والنظر إليها والجلوس معها فى مكان واحد سواء للدراسة أو العمل، أو تهنئة شركاء الوطن فى أعيادهم ومناسباتهم الدينية، ويغل الحرية من خلال المفاهيم المتخلفة التى يصدرها من زواياه الصغيرة لعقول بسيطة تجابه الدنيا بدون تعليم أو بتعليم بسيط يستوعب فقط أفكارهم.

الوردة تعشق أشعة الشمس التى تدعمها لتتفتح، حزب النور ضد التفتح ولا يملك أعضاؤه أى إبداع فى المسائل الفقهية، ولا يتبع المناهج التنويرية لتغيير وجهات النظر التى لا تتلاءم مع العصر الحديث.
الورد له لغة ويتحدث ويبوح، لكن حزب النور لا يسمح للمرأة بالتحدث والمشاركة فى الحياة العامة لأن صوتها عورة، وكان الأمر شاذا ومضحكا فى آن واحد، فى أن المؤتمرات الانتخابية التى عقدها الحزب مؤخرا لدعم مرشحاته فى الانتخابات البرلمانية التى تبدأ أولى مراحلها هذا الشهر، الغالبية العظمى من حضورها رجال، ولم تجلس أى سيدة من المرشحات على المنصة، ولم يتحدث سوى الرجال الذين وافقوا على إمكانية حضورها فقط شريط التزامها بالضوابط الشرعية وعدم اختلاطها بالرجال.

وأسأل السيدة الوردة سؤالا منطقيا فى حال نجاحك - وأنا أستبعد ذلك نهائيا - كيف ستمارسين دورك التشريعى والرقابى خلال وجودك تحت قبة البرلمان، وكيف تترافعين عن الشعب الذى أعطى صوته لكى حتى تكونى لسان حاله فى عرض مشكلاته والمساهمة فى سن القوانين التى يرى صالحه فيها، ومن الذى سيناقش الأعضاء ورئيس المجلس عند مناقشة طلب إحاطة لمناقشة مشكلة عامة أو خاصة بأهل دائرتك، هل ستأتى قيادة من قيادات حزبك التى حرمت صوت المرأة وجعلته عورة لتتحدث بدلا منك. وهل ستحدد لك تلك القيادات دورك فى توزيع العطايا والهبات على أهل الدائرة والمواساة فى الضراء والتهنئة فى السراء وفقط، ويأتى حضورك للجلسات مستمعة ومتفرجة.
عفواً هذه المرأة لا تمثلنى أبدا


اليوم السابع -10 -2015









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة