وكما قالت المقولة الشهيرة (تعددت الأسباب والموت واحد)، فقد تعددت كذلك أسباب الانتفاضة الروسية الغاضبة لتطهير الأراضى السورية من تنظيم داعش وبقية من هم على شاكلته من التنظيمات الإرهابية والتى قمت بتقليبها على جميع الأوجه، فتوصلت إلى نتيجة واحدة منطقية تقبلها عقلى ألا وهى:
أن سوريا شأنها شأن جيرانها من بلدان المنطقة الهامة والتى تعد مسرحًا لاستعراض قوة الدول العظمى وفرد عضلات إحداها على الأخرى فى محاولة لاستعادة الوجود الذى غربت شمسه الساطعة منذ سنواتٍ طويلة !
فمن الناحية الظاهرية وفى جملة الأسباب المعلنة فهناك عدة دوافع للتدخل الروسى فى سوريا، مثلاً :
محاولة الإبقاء على الحليف والصديق الصدوق بشار الأسد وإعانته على أعدائه الذين أفقدوه السيطرة على غالبية الأراضى السورية .
أو: رغبة سوفييتية حقيقية فى تطهير الأراضى السورية الحليفة من المرتزقة والإرهابيين الذين تُرحب الولايات المتحدة باستمرار وجودهم على أرض سوريا .
ربما: للرد المضاد على الدعم الأمريكى للمعارضة السورية لنظام بشار والتى تتشكل من حفنة من الإخوان والدواعش وغيرها من المسميات الكثيرة التى إن كشفت عن وجهها النقاب ستجدها الجماعة الأم ومنبع الشر فى الأرض (جماعة الإخوان المسلمين) مفرخة هذا السلسال المريض من التنظيمات المتطرفة .
لكننا وبرغم احتمالية ورود كل الأسباب السابقة الذكر وغيرها، فإن دققنا النظر وبحثنا فى أعماق الموقف سنجد أن هناك سببًا أكبر وأهم وهو: أن الدب الروسى الذى ظل متربعًا على عرش القوة العظمى والمنافس الأوحد لأمريكا، ربما وجد فى هذه الحرب فرصة عظيمة لاستعادة الأمجاد ومواجهة الرغبات الأمريكية غير المعلنة فى المنطقة بأسرها .
فمن مصلحة روسيا أن تنتهى المصالح الأمريكية فى المنطقة المشتعلة بفعل فاعل سيظل ينفخ فى النار كلما كادت أن تنطفئ، وهذا ما يعد بدوره ضمانة كافية لاستمرار تدفق الأسلحة الأمريكية بكميات مهولة لتسليح هذا السيل الجارف من الإرهابيين !
ومع ذلك وبالرغم من وضوح الرؤية والتيقن من أن منطقتنا العربية باتت مسرحًا للنزاعات واستعراض عضلات الدول الكبرى فى تحدٍ واضح لبعضها البعض فإننا نشكر الظروف التى دفعت بالقوة الروسية لمواجهة العدو الأمريكى غير المعلنة على الأراضى العربية المنتهكة .
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة