القرضاوى يفعل مثل خالد مشعل فى إطلاق قنابل الدخان، ويهلل الإخوان ويكبرون ويزعمون أن السعودية غيرت موقفها منه، ووجهت له الدعوة لحضور اجتماعات المجمع الفقهى فى الرياض، وقبلها بأيام دعاه السفير السعودى فى قطر لحضور احتفال اليوم الوطنى، واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى بتعليقات إخوانية، كلها تدور فى فلك دق الأسافين، وإثارة الفتن لإفساد العلاقات بين البلدين، والتهويل من «الآثار الاستراتيجية والتاريخية لزيارة العلامة»، وما سوف «يترتب عليها من نتائج سوف تغير موازين القوى فى المنطقة، وتعيد رسم التحالفات»، و«أن الشيخ المحكوم عليه بالإعدام فى مصر، حصل على قبلة الحياة من جديد»، ووصلت أحلام اليقظة الإخوانية مداها، فى وصف كاتب إخوانى سعودى: «السعودية لم تعد فى حرب عبثية مجانية مع الحركات الإسلامية التى تشكل عمقها الاجتماعى والاستراتيجى».
أولا: الحرب التى تخوضها مصر ضد الإخوان، «ليس لأنهم إخوان»، ولكن ضد العناصر الإرهابية التى تفجر وتقتل وتتآمر، وبقية الإخوان يعيشون فى بلدهم آمنين كغيرهم من المصريين، بما يدحض أكاذيب القرضاوى «مفتى الإرهاب»، الذى يولول ليل نهار على الضحايا والشهداء و«الانكلاب»، وفقد هويته المصرية، يوم أن أصبح دمية فى يد قطر وتركيا، تحركها للتآمر ضد بلده، «كارت محروق»، يجلب الخسائر لمن يلعب به.
ثانيا: العلاقات بين الدول لا تدار بطريقة «كيد العوازل»، ولا بسذاجة مقولة: «إن القرضاوى فى الرياض، يعنى صفعة لمصر والإمارات»، صحيح أنه مدرج فى النشرة الحمراء للإنتربول، ولكن لكل دولة أجندتها وحساباتها والأوراق التى تلعب بها، وقد يكون مفيدا التلويح بالقرضاوى فى مستنقع اليمن، وهو لا يمانع أن يذهب إلى أى مستنقع من أجل أهله وعشيرته، وحول الشرر تدق الطبول، فعصب البناء الفكرى والتنظيمى للإخوان، يقوم على الخداع والأكاذيب وإطلاق الشائعات.
ثالثا: القرضاوى راح أو جاء خرج من المسرح وتجاوزته الأحداث، وفقد مفعوله وتأثيره بعد أن اكتشف الرأى العام أنه جزء فاعل من المخططات التآمرية ضد بلده، وأن سنوات هجرته الطويلة لقطر جعلته قطريا، وليس مصريا، ولو عاد إلى مصر فسوف تلاحقه اللعنات والطوب والحجارة أينما ذهب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة