افتح قلبك مع د. هبة يس.. أين الأمان؟

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015 06:10 ص
افتح قلبك مع د. هبة يس.. أين الأمان؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (....) الى افتح قلبك تقول:
أرسل إليك بعد أن ضاقت بى الدنيا، فأنا شابة فى منتصف العشرينات، خريجة كلية مرموقة، وجميلة، وأهلى مستواهم مرتفع والحمد لله، تزوجت وسافرت للعيش مع زوجى فى امريكا، حيث انه فى بعثة دراسية هناك لعدة أعوام.

بدأت حياتنا بالمشكلات العادية التى تحدث بين أى زوجين حديثى الزواج، إلا أن زوجى شخص عصبى جدا، كان يثور لأتفه الأسباب، وينفعل بشدة على أى شىء حتى وان كان بسيط، والأخطر من ذلك أنه كلما انفعل أو ثار أسمعنى ألوانا وألوانا من الألفاظ البذيئة، وهددنى بالطلاق، وانه كان من الممكن له أن يتزوج من هى أحلى واذكى واغنى منى!!!، على الرغم من أنى (و الله على ما أقول شهيد) مضرب للأمثال من حيث الجمال والتربية ورجاحة العقل.

إضافة إلى البخل المادى والمعنوى الشديد الذى اعيشه مع زوجى، على الرغم من نزعة التدين (الظاهرى) التى يحاول أن يلصقها بنفسه، باختصار أنا لا أشعر مع زوجى بأى نوع من أنواع الأمان، لا الأمان المادى فلا هو يكفينى ولا يمكنه تأمين مستقبلنا، ولا الأمان المعنوى فأنا لا أحس معه بأنى جميلة أو ذات قيمة له، ولا أنى أنثى من أساسه، ولا الأمان النفسى فأنا مهددة بين الحين والآخر بالطلاق وعلى أقل وأتفه الأسباب.

ما زاد الطين بلة الموقف الاتي: طلب منى زوجى فى يوم أن أوقع له على بعض الأوراق اللازمة لاستكمال أوراق الاقامة الخاصة بنا، وطبعا وقعت بمنتهى حسن النية، ولا اقول انه كان سئ النية فى ذلك، ولكن حدث ما لا يحمد عقباه، وتسببت تلك الأوراق فى مشاكل وصلت للقضاء الأمريكى، وكدت أتعرض انا للعقوبة بسبب هذه التوقيعات، فهل لكى ان تتخيلى كيف كان رد فعله تجاه هذا الموقف؟، لا شىء...بمعنى كلمة لا شىء، فقد قام والدى بحل الأزمة وتسوية كل الأمور المتعلقة بهذه المشكلة لينقذنى من هذه الورطة، دون ادنى مساعدة او تدخل ولو حتى (شفهي) من زوجى!!!.

وحتى بعد هذا المأزق لم يتحسن زوجى معى فى المعاملة، حتى من باب الاستسماح أو تطييب الخاطر، فقد كان أن طلبت منه الاتصال بأبى بعدها فلم يوافق (نظرا لأن الاتصال من أمريكا مكلف بعض الشىء، ولأنه يرفض توصيل النت للمنزل)، فكان منى أن اتصلت بوالدى بدون علمه، وعندما اكتشف ذلك غضب وثار على،ونطق بالطلاق مرتين، وكأنى ارتكبت جرما لا يغتفر، ثم جاء ليعتذر لى بعد ذلك، وطلب منى أن أسامحه لأنه يحبنى ولا يريد مفارقتى، لكنه فعل ذلك فقط لـ(يؤدبنى) لأنى لم أكن مطيعة ولم أعر كلامه انتباها!!!، تجاوبت معه، وجعلت الموقف يمر بسلام، لكنى منذ ذلك الحين وأنا لا أثق به تماما، وأشعر أنى معدومة الأمان وأنا معه، وأرسل إليك الآن لتساعدينى فى اختيار أحد القرارات الثلاثة التى توصلت إليها، وهى:
1) أن أعود إلى مصر، وأتسلم عملى، وأبدأ حياتى هناك، وأنتظره حتى ينهى هو دراسته ويعود، فربما وجودنا بجوار الأهل يحسن من الوضع، لكن هناك مشكلة ما تواجهنى بخصوص هذه الخطوة، وهى ان زوجى يصر على أن يكون مرتبى معه لا معى، فهو يرفض تماما أن تكون لى استقلالية مادية من أى نوع.

2) أم أعود واطلب منه الانفصال،ولكن هنا أيضا مشكلة، وهى أن ابنى (ذو السنوات القليلة) متعلق جدا بأبيه، وكون أنى سأحرمه منه شىء يحزننى ويؤرقنى جدا.
3) أم اصبر وأتحمل وأعيش معه،عسى تدينه هذا يصبح حقيقيا ويأتى بفائدة فى يوم من الأيام؟.

لا أعرف أيهم أختار، وكلهم أمر من بعضهم، خاصة وانى قد زهدت الحياة مع هذا الإنسان، وزهدت فيه، فحتى عندما يحاول نيل رضاى والتقرب الى ببعض الكلمات (حتى يحصل على مايريد)، أجد نفسى نافرة، متأذية غير قابله لهذا الشىء تماما.

لا أفهم حقا كيف للرجل أن يهين زوجته، ويتطاول عليها وعلى أهلها بالألفاظ، ويهددها دوما بالطلاق، ثم يعود بين ليلة وضحاها كالحمل الوديع يقترب منها وكأن شيئا لم يكن؟...هل لك أن تساعدينى؟.

وإليك أقول:
لن أجادلك فى صعوبة الحياة بهذه الطريقة، ولن أخالفك الرأى فى أن العيش على الحافة باستمرار أمر يستحيل معه الإحساس بأى مشاعر طيبة، لكن ماذا فعلتى أنتى حيال كل ذلك؟، هل حاولتى انتى أو أحد من طرفك اصلاح هذا الموقف؟، أم أنك كنت مفعولا به طوال هذه الفترة الماضية؟.

هناك اكثر من طريقة للاصلاح، أولهم طبعا بالحسنى، وبالتفاهم، بينك وبينه أو بحضور احد من أهلك _والدك مثلا_ ان شىءتى، يتم الاتفاق على عدة نقاط وبمنتهى الوضوح والهدوء ايضا، مثل: ان التهديد بالطلاق هذا أمر مرفوض، وغير قابل للنقاش، اشرحى له بصراحة انه كلما ذكر الطلاق أمامك أشعرك بأنك لست ذات أهمية أو قيمة له، لا أنتى ولا ابنك، وانه لم يكن ليقبل ان يشعر منك مثل هذا الاحساس فى يوم من الأيام مهما بلغت خلافاتكم، وضحى له مدى البعد النفسى الذى يخلقه بينكم لفظ الطلاق، واشرحى له انه هو بنفسه من يجعل تجاوبك وتسامحك معه اصعب بمثل هذه المواقف.

الخطوة الثانية ان لم يستجب بالحسنى، هى التهديد، فبحسب ما قلتى أنه ألقى عليك يمين الطلاق مرتين _أنصحك باستشارة مفتى عدل ليقول لك موقفك من هذا الطلاق_ فإن صح هذا الطلاق، فإنه لم يتبق لكما سوى طلقة واحدة، لهذا يجب تهديده وتخويفه من طرف أهلك، بأنه لو تلفظ بالطلاق هذه المرة، فهذا معناه أنه لن يعود إليك ولا لأبنه نهائيا، الا بعد أحداث وإجراءات لا يعلم مداها إلا الله، خوفيه، نعم اجعليه يشعر هو الآخر بالقلق وعدم الأمان، اجعليه يفكر ويعرف انه بأفعاله وأقواله هذه ربما يصبح بلا أسره إلى ما لا نهاية، فهناك أشخاص لا يتعظون إلا إذا خافوا وشعروا بالخطر يقترب منهم بحق.

الخطوة الثالثة هى التنفيذ، ان استمر الحال بنفس السوء، بعد إن نصحتم وهددتم، فلن يبقى لكى إلا أن تنفذى تهديدك، سافرى وعودى إلى مصر لتعيشى بين أهلك _دون أن تطلبى الانفصال_، اجعليه فقط يجرب البعد عنك أنت وابنك، واجعليه يقدر نعمة وجودك معه والى جانبه فى الغربة، فربما بعدك هذا يكون الدرس القاسى الذى يجعله يستفيق اخيرا.

هناك أيضا أمرا آخر لابد من الاتفاق عليه وبوضوح، وهو ذمتك المالية المستقلة، وهو امر لا جدال فيه شرعا وقانونا، وكفاكى أن تخبريه أن رجلا (متدينا) مثله لابد وان يطبق أحكام وقوانين دينه، والتى كفلت للزوجة حق ان يكون لها مالها الخاص، حتى وان كانت اغنى من الزوج.

الحمد لله أن لكى أب، ولكى اهل يمكنهم الوقوف بجانبك، اطلبى دعمهم ومساعدتهم فى التفاهم معه، بشكل جاد وحاسم حتى تصله الرساله بأنكى لن تتهاونى بعد الآن.

افعلى كل مافى وسعك حتى تحافظى على بيتك وعلى ابنك وعلى استقراره، صدقينى لن تخسرى شيئا، حتى وان لم تأتى المحاولات بالنتيجة المرجوة، لكنك ستخسرين وتندمين كثيرا لو تسرعنى واخذتى الطريق السهل وطلبتى الانفصال فى هذه المرحلة.

وأخيرا دعينى اقول لكى وبمنتهى الصدق والأمانة، لا أمان فى هذه الدنيا، الا مع الله، صدقينى مهما كان الأهل أو الزوج او الأبناء، فهؤلاء ليسوا بالأمان الحقيقى كما تتخيلين، لأنهم كلهم زائلون، مثلنا تماما، فمن المؤكد انك تسمعين مئات القصص عن من كانت تعتمد على أهلها أو زوجها أو أولادها، ثم حدث لها ما حدث بعد ان فقدت هؤلاء، لأى سبب من الأسباب.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبه يس على الفيس بوك:

Dr. Heba Yassin










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة