التهدئة، التهدئة، التهدئة.. فهى ليست معركة حربية، تدق طبولها مساء الخميس المقبل، وإنما مجرد مباراة فى كرة القدم، لا تقبل القسمة على اثنين، فيها فائز ومهزوم، وشاءت الظروف أن تجتمع كل عوامل السخونة والتهييج والإثارة، بين الأهلى والزمالك ووراءهما شحن جماهيرى وإعلامى غير مسبوق، فالزمالك يريد استكمال موسمه الاستثنائى باقتناص البطولة الثالثة، واستمرار العروض القوية وعودة الروح.. والأهلى لم يتعود الهزائم والخروج صفر اليدين، بلا أى بطولة، وتريد جماهيره رد الاعتبار، وعودة روح الفانلة الحمراء .. الهدوء والثقة والاطمئنان أسلحة الزمالك، والحماس والتوتر والانفجار زوابع تهب على الأهلى، وفوزه على الزمالك يقضى على المشاكل ويبطل مفعول الأزمات، ويوقف ثورة غضب الجماهير، أما فوز الزمالك فمعناه إنهاء أسطورة التفوق الأحمر، وكسر عقدة الخوف، وبدء موسم جديد بروح معنوية مرتفعة، ورغبة جامحة فى استمرار الفوز بالبطولات.
ليس مهما بالنسبة لى من يفوز ومن يخسر، رغم زملكاويتى، وإذا فاز الأهلى سأهنئ أصدقائى الأهلاوية، المهم أن يخرج هذا اليوم بسلام، وأن يلتزم اللاعبون بأقصى درجات الأخلاق وضبط النفس، والروح الرياضية العالية، ليكونوا قدوة لجماهير الناديين، ويقدموا صورة تليق ببلدهم وترفع شأنهم، حيث تتجه أنظار جماهير الكرة العربية إلى دولة الإمارات الشقيقة لمتابعة اللقاء المهم، فكونوا على مستوى الحدث، وقدموا مباراة جيدة، قوامها اللعب النظيف وبذل أقصى مجهود، والسعى الدؤوب للفوز، والتوفيق من عند الله سبحانه وتعالى، فكثير من الفرق لا تلعب وتكسب، وفرق أخرى تلعب وتخسر، وهذا هو جمال كرة القدم.
الإعلام الرياضى، وما أدراك ما الإعلام الرياضى، أرجو أن يلتزم بالتهدئة وليس التهييج والإثارة، وأن تختفى عصبية الألوان ويحل محلها إعلاء المصلحة الوطنية، وعدم إشعال الحرائق والفتن بين الجماهير المشتعلة أساسا، فنتيجة مباراة أيا كانت ليست نهاية العالم، وأمامنا موسم طويل سيكون الأقوى والأشد منافسة، بسبب الاستعداد الجيد، والمنافسة على شراء النجوم، ويجب أن تتضافر كل الجهود لاستمرار المسابقة، ووقف طبول الحرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة