المهم الآن هو تخفيف معاناة أهالى الضحايا والمصابين والمفقودين فى حاث منى، حتى تهدأ قلوب ذويهم ولا نتركهم نهبا للحيرة والضياع، وليكن لنا فى المكسيك أسوة حسنة حين هرولت وزيرة خارجيتها إلى القاهرة، للاطمئنان على قتلى ومصابى حادث الواحات، والمصريون ليسوا أقل منهم، ومن حقهم على حكومتهم أن توليهم أقصى الرعاية والحماية والاهتمام، ومن واجب السلطات السعودية أن تسارع بإغلاق هذا الملف، وتشعر المصريين بأنها معهم فى مصابهم الأليم، وستعاقب المخطئ إذا أسفرت التحقيقات عن وجود تقصير، وأنها تتحمل التعويضات المادية عن الحادث، كما فعل خادم الحرمين مع ضحايا سقوط الرافعة فى الحرم المكى، وكنت أتمنى لو بادرت السفارة السعودية بالقاهرة بتأجيل حفلها بمناسبة اليوم الوطنى الذى أقامته الثلاثاء الماضى، حدادًا على الضحايا وتعبيرًا عن المشاركة.
قدر الله وما شاء فعل، وإن كنت أشيد بجهود وزير الأوقاف وبقائه فى مكة حتى الآن، إلا أنه كان يستحق مزيدا من الإشادة، لو نزل بنفسه إلى خيام المصريين فى شارع 204 بمنى، بعد وقوع الحادث، ليتأكد على الطبيعة أن الضحايا ليسوا ثمانية فقط، كما صرح فى البداية، ويرى الشاحنات تنقل الجثامين، من مختلف الجنسيات حتى منتصف ليلة الخميس أول أيام العيد، بالقرب من منطقة خيام المصريين، ولو استمع لشهود العيان لتأكد أن الحادث كبير ومروع.. وتمنيت أن يكون الإمام الأكبر قد تناول خلال اتصاله بخادم الحرمين، الاطمئنان على الشهداء والجرحى المصريين، جنبًا إلى جنب إعرابه عن دعمه الكامل للجهود المخلصة التى تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة فى خدمة حجاج بيت الله الحرام، وإدانته المزايدات الدنيئة والأجندات غير البريئة، وشجبه محاولات تشويه تاريخ المملكة العربية السعودية الشقيقة فى خدمة الحجيج، ودعائه إلى الله أن يحفظ أرض الحرمين الشريفين من كل مكروه وسوء.
رأيت بعينى وعشت تجربة حج قاسية ومرهقة، صحيح «كله بثوابه»، ولكن كان يمكن تخفيف المعاناة والمشقة عن الحجيج، والسير كيلومترات على الأقدام، من مكة إلى منى إلى جسر الجمرات، فى أجواء حارة ورطبة ومزدحمة، بسبب غلق الطرق إلى منى، بعد وقوع الحادث.. وقدر الله وما شاء فعل.
عدد الردود 0
بواسطة:
على عمر
رأى ثاقب