إذا لم تكن قد تحركت مشاعرك أو فاضت دموعك - حتى بالصمت - بعد سماع كلمة السيسى فى الكاتدرائية فاعلم أن فيك خللا ما أو حاول مراجعة جهاز استقبالك أو ترمومتر إحساسك، نعم فمثل هذه المواقف لا تتكرر كثيرا فى عمر الشعوب، هناك لحظات تاريخية تقاس كل لحظة فيها بميزان الذهب، وتلك لحظة منها، المسألة فى اعتقادى ليست دلالة سياسية أو تأكيد لما أسماه السادات الوحدة الوطنية، أو نبذ لما أسماه أيضا الفتنة الطائفية، المسألة أكبر من ذلك كله، المسألة أننى فجأة شعرت كم مصر عظيمة وشامخة، حاجة حلوة وهى كده من زمان أوى، أيوه مصر من عمر الزمن يا جماعة، مصر مش دويلة مولودة من أربعين سنة ولا حتى تلتميت سنة زى دول بتتصدر الدنيا النهارده، مصر - واعذرونى إنى قلبت عامية مصرية لكنها مقصودة - زى ما قال السيسى علمت الدنيا بجد، واللى مش عارف يقرا كتاب (فجر الضمير) لهنرى بريستد أو يسلى عقله مع سليم حسن فى موسوعته، وهيلاقى حكيم ومؤرخ مصرى أعظم من هيرودت اسمه (مانيتون)، علم المؤرخين يعنى أيه تاريخ. وكان من سمنود، ولما السيسى قال إن مصر علمت الدنيا الإنسانية والعلم قالها ببساطة وتلقائية.. وفين.. فى قلب أكبر مكان ورمز لمسيحيى مصر وهو يقصد ومتعمد وفاهم المغزى.. المكان ده هوجم أيام مرسى والمكان ده اتحدف بالطوب لأول مرة منذ وجوده، وحاولوا يولعوه الإخوان مع ولاد حازم مع السلفيين المتطرفين وباقى العجينة الظلامية الجاهلة المجهلة المجهولة، المكان ده افتتحه الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر مع البابا كيرلس السادس أحد أهم الرموز المصرية الوطنية، وكان معاهم الإمبراطور هيلاسلاسى، وبالمناسبة ناصر اتبرع من جيبه الخاص للبناء وشجع ولاده يتبرعوا بكل اللى فى حصالاتهم، وكان فخورا وسعيدا وقال كلمة تاريخية ورسالة للاستعمار ولإسرائيل وقتها إن المصريين مش هايبطلوا يحلموا بالحرية وتحرير الأرض وهيدافعوا عن بلده على بكرة أبيهم، كان ده من 37 سنة، ومن وقتها لم يزر رئيس مصرى الكاتدرائية، لم يفعلها السادات الرئيس المؤمن لأنه خاف من الإخوان اللى أطلقهم من جحورهم لضرب الناصريين واليسار وفى الآخر قتلوه، ولم يفعلها مبارك لأن جهازه الأمنى كان بيحذره ويخوفه، ولم يقدر مرسى على فعلها - إذن فعلها السيسى بقلب شجاع، ويقين متدين صوفى ووجدان مخلص لخالقه وشعور مصرى وطنى صاف ورائق كماء زمزم رغم أنه عائد من سفر وكان يمكن التحجج بذلك، ورغم عدم الإبلاغ مسبقا عن الزيارة لكنه فعلها ليبهرنا ويبهر العالم، المصريون من مسيحيى مصر يحتاجون هذه اللمسة، الرحمة، الأمان. الحب، لقد أحرق الإرهابيون سبعين كنيسة، لكن ربنا كبير، رحم هذا الشعب وخرج المسيحيون المصريون ليقولوا على لسان البابا تواضروس تتحرق كل الكنايس وتفضل مصر، لم يتاجروا ولم يستصرخوا الغرب الذى يكيل بمكيالين، وقفوا مع إخوانهم ونسوا أن القضية مكان عبادة - وهو جوهر القضية - بل هى قضية وطن وقالها البابا مرة أخرى هاتنفعنا فى إية الكنايس لو مافيش وطن نعيش فيه، إنه ذكرنى بكلام البابا الذى قال له اللورد كرومر أنت مسيحى مثلنا لماذا تقف مع المسلمين فى قتالنا فقال له لا تأتى لقلايتى مرة أخرى واعتبرنى مسلما مصريا يدافع عن وطنه، لذلك أكد السيسى فى كلمته البليغة على كلمة مصريين وكررها عدة مرات فاشتعلت الأيادى بالتصفيق والحناجر بشعار إيد واحدة، وأضاف عبارة مدهشة، وهى اليوم علينا أن نصدر للدنيا طاقة نور وأمل ونحن قادرون، قادرون على تعليم العالم الحضارة ولابد أن نقول إحنا المصريين مصريين بس هانحب بعضنا بجد والناس كلها تشهد لنا، هذا هو السيسى فى كلمة بسيطة لكنها هزت وجداننا بل أبكت من له قلب لأنها خارجة من القلب، أما الإخوان الذين فى قلوبهم مرض فكان أول رد فعل منتهى الخسة وكالعادة صوروا الزيارة إنها اتجاه نحو علمانية الدولة والبعد عن الإسلام، ألا لعنكم الله أردتم إحراق الوطن بنار الفتنة والنتيجة على رأى عبده المكوجى أذلكم الله لأن ملايكته مش طايقين وشكم، ورغما عنكم. كل سنة وكلنا مصريين، وكل لحظة ومصر تجمعنا على خيرها الوافى، عاشت مصر للمصريين وسحقا للإخوان الإرهابيين ومن والاهم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
kama salama l
السيسي المصري الحكيم
عدد الردود 0
بواسطة:
kama salama l
السيسي المصري الحكيم
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى اصيل
تحيا مصر برجالها العظماء