احتفل المصريون والعالم الإسلامى والعالم كله هذا الأسبوع بالمولد النبوى الشريف وبعيد الميلاد المجيد، وتواكب هذا مع بداية عام جديد عام 2015، مما أحدث حالة من التفاؤل والبهجة والسرور، وجعل الكثيرين يتذكرون ويشيدون لا بتوافق العيدين فقط، ولكن بتوافق وتلاقى وتكامل الأديان السماوية جميعها، بل كل الأديان السماوية والوضعية ومجمل القيم الإنسانية والأخلاقية، (أن ربكم واحد وأن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربى على أعجمى فضل إلا بالتقوى) (من ليس لهم ناموس هم ناموس لأنفسهم) (إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شىء شهيد) فإذا كان الأمر كذلك، فالله الواحد هو الذى خلق هذا الكون وخلق الإنسان وفضله على سائر المخلوقات، وكان آدم هو أباً لكل البشرية، أى أن مصدر البشرية الأول لكل البشر هو آدم، فهناك أب يربط جميع العائلة الإنسانية على هذه البسيطة، فلما كان الله هو الواحد والخالق، وآدم هو أب الجميع، كما أن الله حب العالم أى الإنسانية فكان من الطبيعى أن يعرف آدم بفكرة الألوهية بطريقة بسيطة تتوافق مع قدرات آدم فكرا وثقافة فكان الأمر لا تأكل من هذه الشجرة، ثم تطورت فكرة الألوهية مع تطور قدرات آدم وثقافتة مع محيطه المتعدد والمتنوع فكانت الفطرة التى ساعدت آدم على معرفة الخير والشر ثم التوصل إلى التعرف على الإله الواحد القادر والخالق فكانت الأديان الوضعية ثم الأنبياء والرسل، وأخيرا كانت الرسالات السماوية.
وقد عرف الإنسان الله الذى يجمع كل البشر وإن تنوعت العقائد والمعتقدات فهذه إرادة الله ومشيئته، فكل الأديان تتفق مع القيم والأخلاق والمبادئ ولا تختلف على المقاصد العليا، فالجميع يؤمن بالإله الواحد ويعبده على طريقته ويعمل على إرضائه فى الحياة الدنيا حتى ينال المكافأة فى اليوم الآخر، إذن لماذا يختلف الذين يؤمنون بالأديان السماوية؟ بل لماذا يختلف ويتصارع بل يتقاتل من يؤمنون بالدين الواحد؟ حروب بين الكاثوليك والبروتستانت تقتل الملايين ومثلها بين السنة والشيعة. هذه بلا شك نتيجة للأفكار الخاطئة والتفسيرات الخاصة والاجتهادات المتطرفة التى تعتمد على الانكفاء على المذهب والانبهار بالجماعات التى تعتبر نفسها أنها هى الفرقة الناجية الوحيدة مع تسليم الإرادة لأفراد يتخيلون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، فتتجمد الأفكار وتخمل العقول فتصبح الاجتهادات والآراء بديلاً لصحيح العقيدة، بل توازياً مع الدين ذاته. فإذا كان الله أحب الجميع حتى الذين لا يؤمنون به فلماذا يرفض الإنسان أخاه الإنسان؟ وإذا كان الله قد أراد الاختلاف والتنوع فلماذا يريد الإنسان الاستحواذ والتفرد؟ وإذا كانت الحضارات تتلاقى وتتحاور أفليس منوطا بالأديان أن تفعل ذلك؟ وهل يصح أن تكون الأديان مجالا للتجارة وساحة للكسب المادى والدنيوى للجماعات والأفراد؟ وهل الأديان قالت بقتل البشر المسالمين وخطفهم واضطهادهم على الهوية الدينية؟ الأديان حب وسماحة وقبول للآخر، فالإنسان خلقه الله والأديان أرادها الله وستبقى بقيمها، أما من يستغل الدين ويرفض الآخر ويفسد فى الأرض فهم ملعونون فى الدنيا ومطرودون فى الآخرة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
هى الثورة الدينية بدأت
عدد الردود 0
بواسطة:
جورج بولس المصرى
مقال رائع