لماذا الحديث عن (صحوة مِصر) بالذات الآن؟ ببساطةٍ لأنه التحالف الوحيد الذى بدا بوضوحٍ أنه يسير بمنهجيةٍ واضحةٍ لاختيار أسماء القائمة، أما الآخرون فمنهجية الاختيار غير معروفةٍ حتى وقت كتابة المقال (الجمعة).. فعلى سبيل المثال فإن أشهر التحالفات الأخرى وهو ذلك الذى نُسِب للدكتور كمال الجنزورى وهو شخصيةٌ وطنيةٌ بالغة الاحترام وله مكانةٌ كبيرةٌ لدى معظم المصريين بلا شك ..هذا عن شخص الدكتور الجنزورى، أما قائمته فلا أحد يعرف كيفية اختيارها لأن التكتّم لا يزال سيد الموقف.. وعندما تتضح آلية الاختيار سيمكن تناولها بالإشادة أو النقد.. أما (صحوة مصر) فقد انتهينا فى المقال السابق إلى أن ما يمكن تسميته جمعيته العمومية المُكوّنة من حوالى ثمانين شخصية معروفة (ذَكَرنا عدداً منهم) توافقوا على الفكرة ومعايير الترّشُح وآليات الاختيار.. أما الاختيار نفسه فقد تُرِك للجنةٍ محايدةٍ تم التوافق عليها ولا يحق لأعضائها الترشح.. الفكرة المحورية هى أن يكون أساس القائمة المرجوة هو الكفاءة والجدارة وليس المُحاصصة الحزبية.. ليكون هذا التحالف والقائمة المُعبّرة عنه نواةً (قِيَميةً) وليست نواةً (سياسيةً) باختيار نماذج إنسانية تُمثّل أكبر قدرٍ من النقاء والجدارة والمصداقية والقدرة على التشريع والرقابة وتُمثّل كل تيارات المجتمع وتنوعاته الفكرية.. وبعد التوافق على الفكرة المحورية لهذا التحالف، تم التوافق على معايير اختيار المرشحين.. ففضلاً عن توفّر الشروط العامة الدستورية والقانونية فى المُرشح وأن يكون من المؤمنين بثورتى يناير ويونيو وألا يكون ممن أفسدوا الحياة السياسية، فقد تم تقسيم كل قائمةٍ إلى ثلاث مجموعات رئيسيةٍ (رؤوس القوائم/ الممثلون لفئاتهم المختلفة/ المتخصصون التكنوقراط)، لكلٍ منها معايير مختلفة، نرصد فيما يلى أهمها:
أولاً: رؤوس القوائم:
- يكون على رأس القوائم ذات الـ45 مرشحاً شخصيةٌ عامةٌ ذات قبولٍ وحضورٍ سياسى واسعٍ، بالإضافة إلى خمس شخصياتٍ عامة أخرى.. أما القوائم ذات الـ15 مرشحاً فيكون على رأسها شخصيةٌ عامةٌ ذات قبولٍ وحضورٍ سياسى واسعٍ، بالإضافة إلى شخصيةٍ عامةٍ أخرى.
- الشخصية العامة يجب أن تكون شخصيةً معروفةً من أغلب العامة إلى حدٍ كبيرٍ.
- يُفضل أن يكون أحد الشخصيات العامة امرأةً وأحدهم مسيحى الديانة فى القوائم ذات الـ45 مرشحاً.
ثانياً: مجموعة الممثلين الطبيعيين للفئات الاجتماعية:
وهى الفئاتُ المُميّزة إيجابياً بحكم القانون.. أى العمال والفلاحون والشباب والمرأة والأقباط وذوو الإعاقة فضلا عن المصريين العاملين فى الخارج.. ويُشترط فى كلٍ منهم: أن يكون ممثلاً ومُرشّحاً من جهةٍ مصريةٍ تُعبّر عن فئةٍ من فئات الشعب المصرى، ويفضل أن يكون حاصلاً على شهادة عليا أو متوسطة على الأقل، وأن يكون ذا شعبيةٍ فى دائرته الانتخابية ومن المهتمين والفاعلين فى مجال العمل العام بأحد جوانبه (الخدمى، الاجتماعى، السياسى)، وأن يكون ذا مستوى ثقافى يسمح له بالإلمام بالجوانب المختلفة المتعلقة بالتشريع ومراقبة العمل الحكومى، بالإضافة إلى الإلمام بالمشاكل المتعلقة بالدائرة والوضع العام فى عموم الجمهورية، وأن يكون لديه الخبرة الكافية فى التعامل والانفتاح على العالم الخارجى، سواء عن طريق الدراسة أو العمل أو المشاركة فى أعمال تطوعية، وأخيرا أن يكون قادرا على العمل من خلال فريق، وأن يكون ذا مهارات تواصلٍ عالية.
ثالثاً: مجموعة المتخصصين التقنيين (التكنوقراط):
- أن يكون حاصلاً على مؤهلٍ عالٍ ويُفضّل أن يكون حاصلاً على ماجستير أو دكتوراه.
- أن يكون ذا مستوى ثقافى مرتفع.
- أن يكون من المهتمين بالعمل العام ولديه الثقافة السياسية المناسبة والرغبة والاستعداد للتضحية بالوقت والمال والمجهود فى سبيل الصالح العام.
- أن يكون قادرا على العمل بكفاءة أو قيادة إحدى اللجان المتخصصة فى البرلمان.
- أن يكون قد أثبت كفاءة فى مجال تخصصه سواء أكاديميا أو فى إدارة الشركات العامة أو الخاصة وذا مركزٍ مرموقٍ فى مجال عمله.
- أن يكون مُلما بالجوانب المختلفة المتعلقة بالتشريع والرقابة على السلطة التنفيذية.
- أن يكون من المؤمنين بفكرة تمكين المجتمع بكل طوائفه وفئاته العمرية.
- أن يكون ذا مهارات تواصل عالية.
لجنة الاختيار:
بعد تحديد معايير اختيار المرشحين تم تحديد مُهمة لجنة الاختيار وتشكيلها وكيفية عملها.. فاتفق على تشكيل لجنةٍ من أحد عشر فرداً تتولى مهمة فرز القوائم الأولية للمرشحين المحتملين، والخروج بالأسماء النهائية لمن سيخوضون الانتخابات باسم التحالف (من خلال نظام القوائم)، مستندةً فى ذلك على المواصفات والمعايير المحددة سلفاً، وبما يتسق مع القانون المصرى ونصوصه إزاء مقاعد القائمة.. على أن يُراعى فى تشكيل لجنة الاختيار أن يتسّم أعضاؤها بالسمعة الطيبة، واستقامة المواقف السياسية، والنزاهة، والانتماء إلى التيار المدنى، على أن تجمع اللجنة بين الخبرات الأكاديمية النظرية فى المجال السياسى، والخبرات الإعلامية والبحثية فى مجال الانتخابات، والخبرة العملية البرلمانية والانتخابية السابقة، وشخصياتٍ عامةً تحظى بمهارات وقدرة الوصول إلى توافقاتٍ سياسية، على أن يُراعى فى تشكيل اللجنة ومن بين أعضائها تمثيل اليسار واليمين والوسط (أيديولوجياً) والأقباط والمرأة والشباب.. وعلى ألا يخوضوا الانتخابات بنظام القائمة ضماناً للحياد وتجنباً لتعارض المصلحة.
ويكون تشيكل اللجنة تفصيلاً كالآتى:
أستاذ علوم سياسية ذو خلفية عملية (وهذا العنصر يضمن وجود من هو متخصصٌ فى المجال السياسى والبحثى).
إعلامى ذو خلفيةٍ سياسيةٍ عمليةٍ (لتقييم المرشحين إعلامياً، ومدى امتلاكهم لمهارات التواصل مع الجماهير والصحافة والإعلام).
برلمانى سابق له خبرة فى مجال الانتخابات (لتقييم كل مرشح من حيث الوزن الانتخابى والسياسى، ومدى إمكانية أن يكون فاعلاً يمثل إضافةً داخل البرلمان وفى إحدى لجانه المختلفة).
شخصيات عامة - ذات خلفية سياسية - تحظى بسمعةٍ طيبة.. منهم الأقباط والمرأة والشباب.
أحد أعضاء الأمانة العامة للتحالف أو أحد مؤسسيه.
وقد تأكّد أن من بين أعضاء لجنة الاختيار كلاً من الدكتور عبد الجليل مصطفى، والدكتور جلال أمين، والدكتور سمير مرقص، والمخرج خالد يوسف، والدكتور عمار على حسن، والدكتورة منى ذو الفقار، والكاتب رامى جلال عامر.
كيفية عمل لجنة الاختيار:
تقوم اللجنة بممارسة مهامها من خلال اجتماعاتٍ دوريةٍ تبدأ عقب اتخاذ قرار تشكيلها، على أن تنتهى من المهمة الموكلة إليها فى موعدٍ أقصاه عشرة أيامٍ قبل غلق باب الترشح.
الحد الأدنى لعقد اجتماعات اللجنة هو حضور 7 من أصل 11 ولا يجوز انعقاد اجتماعات اللجنة دون هذا العدد.
للجنة الحق فى استدعاء أى شخصٍ من المتقدمين للتحالف ويحمل رغبةً فى الترشح لإجراء مقابلةٍ شخصية معه للتحقق من مدى استيفائه للمعايير المحددة سلفاً.
تتخذ اللجنة قرارتها وفقا للمعايير التى أقرّتها الأمانة العامة للتحالف، وتكون قراراتها إزاء كل مرشحٍ بالأغلبية (50 بالمائة + 1) من الحضور.
هذا عملٌ محترمٌ وإشراقةٌ استثنائيةٌ فى ظل العَبَثِ الذى يسود المشهد السياسى.. فاللهم وفق القائمين عليه لما فيه خير مصر.. واسلمى يا مصر.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة