جمال أسعد

صراع أديان أم صراع ثقافات؟

الثلاثاء، 20 يناير 2015 12:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لأن الحضارات هى نتاج لإبداع الإنسان علماً وثقافة وفناً، وحيث إن الإنسان هو خليفة الله ويتشارك فى أبوة آدم، لذا نجد أن الحضارات تتحاور وتتلاقى، ولأن الأديان محورها وهدفها الوحدانية والألوهية لذا فالأديان تتحاور وتتلاقى بل تتكامل مع فكرة الألوهية.

إذن لماذا هذا الصراع الدائم بين الحضارات والأديان؟ فى حقيقة الأمر فالصراع ليس بين الحضارات ولا بين الأديان ولكنه الصراع الإنسانى نتيجة لسيطرة الذات وحب النفس وقهر القوى للضعيف وإسقاط الندية تحت وهم امتلاك الحقيقة المطلقة، فكل هذا وغيره كان وسيظل نتاجاً للثقافات المتعددة والمتنوعة بل المتناقضة، لأنها نتاج فكر بشرى واجتهاد إنسانى تأثر بفهمه الخاص للحضارة ورؤيته الذاتية للدين، ونتيجة لهذا الفهم وذلك الاجتهاد مع تفعيل أسباب القوة المادية كان الظلم وعم الاستبداد وساد الاستعمار، فكانت الحملات الاستعمارية تارةً باسم القوة المفرطة لسحق الضعفاء تحت زعم نقل الحضارة ونشر التحضر، وتارةً أخرى باسم الدين وادعاء حماية الأقليات الدينية وأماكنهم المقدسة تحت اسم الحروب الصليبية. وكانت الحضارة وكان الدين منهم براء.


ومع التطور تطورت وتنوعت أشكال الاستعمار، فمع ظهور الأصولية الإسلامية والتى تم استغلالها للقضاء على الاتحاد السوفيتى المنافس لأمريكا وللغرب فى أفغانستان، كانت ولادة التنظيمات الإرهابية بمساعدة وبخطة أمريكية ولكن لإمكانية احتواء تلك القوة الظاهرة باسم الإسلام ظهرت نظرية صراع الحضارات أى صراع الأديان بشكل سافر وظاهر بلا مواربة.

ولم تهدف النظرية إلى مواجهة مباشرة بين المسيحيين «الغرب» وبين المسلمين «الشرق»، ولكن كان الهدف هو خلق مواجهة إسلامية إسلامية بين السنة والشيعة والسنة والسنة والمسلمين والمسيحيين الشرقيين المحسوبين على المسلمين، حسب نظرية الصراع، تصوراً من الغرب أن هذا الصراع الإسلامى الإسلامى سيفتت المنطقة وسينشر الفوضى التى يبتغونها فقط بعيداً عن حصون الغرب، ولكن من يشعل النيران لابد أن تلحقه فكانت أحداث سبتمبر 2001 وآخرها أحداث شارلى إيبدو فى باريس نتيجة للرسوم المسيئة للرسول الكريم تحت زعم حرية التعبير.

فوجدنا الغرب والتابعين له هنا وبعض مسترزقى جمعيات حروق الأوطان المسماة بالإنسان يزايدون باسم حرية التعبير. وهنا فلا أحد لديه أى قيمة دينية أو أخلاقية أو إنسانية يوافق على الإرهاب أو يسانده أو يبرره.

ولكن لماذا نفرق بين إرهاب يحدث فى الغرب فتقوم له الدنيا ولا تقعد وبين إرهاب دائم فى الشرق العربى حصد الآلاف وشرد الملايين ولا نسمع موقفاً عملياً فى مواجهة هذا الإرهاب؟ وهل الحرية تعنى الإساءة للآخر بلا حساب؟ وإذا كانت علمانية فرنسا هى علمانية منفلتة وبلا حدود بالرغم من أنها إحدى قلاع الكاثوليكية فهل لها أن تفرض علينا هذا الشكل الذى يسىء إلى المسيحية بل يعطى الفرصة للمتاجرين للدين بربط هذه العملانية بالفوضى والادعاء بأنها ضد الدين؟ وإذا كانت فرنسا والغرب لا يعرفون ثقافة احترام الأديان والرسل فهل لهم أن يفرضوا علينا هذه الثقافة؟ وإذا لم نحترم نحن ثقافتهم نكون نحن مسلمين شرقيين متخلفين؟ وإذا كانوا يؤمنون بالحرية فهل تعنى ربط سلوك المسلم المتطرف بالإسلام وكأنه حجة على الإسلام؟ وهل فى وجود الحرية ما يبرر الإسلامو فوبيا والاعتداء على المساجد بعد هذه الحادثة؟ وهل الإسلامو فوبيا سيكون هو الوجه الصريح لصراع الأديان الذى تريدونه؟ وما موقف الأقليات المسيحية فى الشرق والتى تتشدقون بحمايتها تاريخياً؟ المبادئ والقيم والأخلاق لا تجزأ والأديان لا تتصارع وكل البشر أبناء الله وما يزرعه الإنسان إياه يحصد ولا يصح غير الصحيح يا مدعى الحضارة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة