سعت بعض قوى المعارضة إلى استخدام نفس سلاح الحزب الوطنى، وهو التزوير بما فيها جماعة الإخوان، كما أن الإخوان استخدموا العنف مثل الحزب الوطنى فى انتخابات 2010، وكان التزوير منهج الجميع معارضة وحكومة، والدليل أن أغلب اللجان التى حدث فيها تزوير كانت فى لجان بها مرشحو الحزب الوطنى والإخوان، وإن المعارضة الهشة كانت تقف مثل المتفرج على جرائم نظام يحكم وتنظيم يعارض ولم يكن عز سوى جزء فى المنظومة وليس كلها، خامسًا: إن الخطأ الوحيد الذى يتحمله أحمد عز أنه ارتضى أن يتحمل كل خطايا مبارك وطموحات ابنه جمال فى مشروع التوريث، بالرغم من أن عز كان فردًا فى هذا المشروع، وأن أغلب من كان يشارك مبارك فى حكم مصر كان مؤمنًا بمشروع التوريث ولكنه - أى أحمد عز - وكما يقول أبناء البلد «شال الليلة» وظل متحملاً خطايا هذه التجربة، بينما ظهر رفاقه فى الحزب الوطنى بعد ثورة يناير وكأنهم كانوا رافضين ومقاومين لمشروع التوريث، ووصل الأمر إلى أن يؤلف أحدهم حكايات بأنه هاجم مبارك وقال له كما قال أحمد عرابى للخديو توفيق عباراته الشهيرة: «قد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فو الله الذى لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم».
هذه الأكاذيب التى ظهرت بعد تنحى حسنى مبارك أكدت صورة أحمد عز باعتباره المسؤول الأول والأخير عن جريمة التوريث والفساد السياسى، وهو ما كان يتطلب منه عقب غرق سفينة مبارك، إما أن يقفز لينجو من هذه الأكاذيب أو يعلن كل الحقائق التى تكشف شركاءه فى الحزب الوطنى، فأحمد عز -إذا شئنا الموضوعية- لم يكن حاكمًا بل جزءا من منظومة الحكم مثله مثل فتحى سرور ومصطفى الفقى وعلى الدين هلال وزكريا عزمى وصفوت الشريف وغيرهم ممن شاركوا فى الحزب الوطنى، بل إن عز يتميز عنهم بأنه لم يكن مسئولاً تنفيذيًا أى لم يكن وزيرًا أو محافظًا أو رئيس بنك، بل كان مسئول التنظيم فى حزب سياسى كان يحكم مصر.
ولم يتقلد منصبا تنفيذيا حتى نضعه فى قائمه الفاسدين فى وزارة أو محافظة، ومثله مثل أى رجل أعمال فى زمن مبارك لم يأخذ شيئا إلا إذا كان بالقانون، وهو ما ستكشفه الأيام وإلى الغد نواصل أقوالا جديدة فى تسريبات رجل الأعمال أحمد عز.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة