محمد نبوى

صندوق دعم مارينا

الجمعة، 05 سبتمبر 2014 06:19 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حاله من التفاؤل حين تشعر بأن البهجة عادت، وتراها مرسومة على وجوه المصريين بعد الانتهاء من الاستحقاق الثانى من خارطة المستقبل، وأصبحت للدولة قيادة منتخبة معبرة عن الآمال والطموحات البسيطة لهذا الشعب العظيم. لكن للأسف الشديد بعد أن بدأنا عهدًا جديدًا شعاره «تحيا مصر»، اتجه البعض إلى مشروع «قتل مصر فى الصندوق».. الأمر فى كونه لا يتجاوز الدقائق الثلاث، نشرها موقع «اليوم السابع» الإلكترونى حول حفل راقص فى إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى، تلك الجوهرة التى قصدها الأثرياء ممن تناسوا الوطن وهمومه ليستمتعوا بقضاء أوقات تبدو أنها أولوية لهم عن أزمه البلاد الاقتصادية الطاحنة. الفيديو جاء صادمًا، فالمحتفلون يرقصون على جثة وطن قبل رهاناتهم على مبلغ الـ 10 آلاف جنيه، نعم هم لا يشعرون بوطن يبنى، وبرئيس يحارب لأجل مستقبل للأبناء والأحفاد، فما بال هؤلاء القوم لا يدركون للنفع سبيلًا.. الفيديو الذى جاء بنساء يتراقصن وشباب يتسابقون على الرضاء يجسد حالة انفصال تام فى الوطن بين ما نريده وما هو الواقع الذى نحن فيه.
بحسب إحصائيات فإن القرى السياحية بالساحل الشمالى شهدت هذا العام تضاعفًا فى عدد الزوار عنها فى العام الماضى، بل وقدرت إيراداتها فى هذا العام بأرقام تخطت حاجز الدخل فى عام 2010، وكان الأحرى بهؤلاء بدلًا من دعم مارينا أن يدعموا مصر فى صندوقها، وللعلم للصندوق رقم فى جميع البنوك هو 037037.
المدقق فى طبيعة الأمر يعلم أنه إلى الآن رجال الأعمال وأثرياء مصر لا يبالون بما يحدث فيها، ولا يدركون ما هو واقع الغد، وما هى طريقة الحفاظ على مصر ومستقبلها، كما أنه إلى الآن رجال الأعمال لا يرون أن مصر ستحيا، فيريدون قتلها فى الصندوق. نعم مصر ليست فقط رجال الأعمال المشهورين الذين تتردد أسماؤهم فى قنوات وصحف ومواقع، لكن مصر بها أغنى طبقة فى منطقة العالم العربى، وهم الذين يجب تحفيزهم للمشاركة فى إحياء مصر، ويجب أن يتخلوا عن امتيازات اكتسبوها فى وضع خاطئ فى زمن توقف عند مبارك وحاشيته، ومرسى وزبانيته. بعد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم أقسم الجميع أن يساند الدولة، ورئيسها المنتخب، وبعد أن تنازل الرئيس عن نصف ممتلكاته ونصف راتبه كان المنتظر أن يكون أسلوبًا متبعًا لأثرياء هذا الشعب، لكن ما حدث أن هؤلاء الأثرياء لم يفكروا فى دعم وطنهم.. وتبقى حقيقة واحدة ألا وهى أن مصر الآن تبحث عن رواد مارينا، والقرى السياحية المحيطة بها ممن يصرفون أموالهم ليس على شىء إلا على وقت يضيع، وفلوس تصرف دون الإحساس بمصر، والخطر الداهم عليها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة