سحر طلعت

أغلقوها يرحمكم الله

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014 09:00 م


مع بحثك على محرك البحث جوجل عن وزارة التضامن الاجتماعى، سيأتى تعريفها بالموسوعة الحرة "ويكيبيديا" أنها هى الوزارة المسئولة عن شبكة الأمان الاجتماعى للمواطن فى جمهورية مصر العربية، لينطلق هنا سؤال فى ذهنك أيها المواطن العزيز أى أمان وأى ضمان لوزارة فشلت فى تحقيق أول أهداف إنشائها منذ عام 1939.

فمن أهداف وزارة التضامن الاجتماعى التى لا تتغير بها سوى اسمها على مدار أكثر من حكومة هو إنشاء شبكة أمان اجتماعى للمواطن المصرى، وخفض عدد الأسر الفقيرة، وزيادة نسبة إشباع متطلبات الأسر ومراعاة محدودى ومعدومى الدخل ورفع مستوى معيشتهم وتحسين مستوى الخدمات التى تقدم لهم مع رعاية جميع فئات المجتمع بداية من أطفال الشوارع ومحاولة توفير مؤسسات ترعاهم ودور لرعاية الأيتام ومراعاة البعد الاجتماعى عند وضع البرامج والأنشطة المختلفة لخدمة المواطن والاهتمام به، ثم تشجيع القطاع الأهلى ومشاركته فى تحقيق أهدافه ومنحه المرونة اللازمة للقيام بدوره.

ما تكتبه الأيدى شيء وما تنفذ وتراه العيون شيء آخر، فعلى أول اهتمامات الوزارة توفير الرعاية لجميع فئات المجتمع، وهذه الفئات تشمل الأطفال فكيف الحال وحتى الآن لم يتم إيقاف نزيف عشرات ومئات الأطفال الذين يتم انتهاك براءتهم والاعتداء عليهم جنسيًا أو تعذيبهم فى دور الأيتام التى بدأت تتساقط دار بعد الأخرى دون أن يتحرك أحد من مسئولى الوزارة، وإذا اشتد الأمر يكتفى المسئولون ببيان يصدر بأن الدار غير مرخصة من الأساس.

آخر مهازل دور الأيتام التى أصبحت لا تنتهى والتى روتها محاضر الشرطة هو القبض على مشرفين هتكا عرض طفل بإحدى دور الأيتام بعين شمس يبلغ من العمر 10 سنوات، ورغم إبلاغ الطفل وشكواه لإحدى الإخصائيات فى محاولة منه لتدخلها وإنقاذه من مشرف انعدمت الرحمة فى قلبه ولم يكفه مرارة اليتم، بل وتعدى وهتك وتحرش بجسده الضعيف الهزيل.

بكاء وصراخات الطفل لم تشفع له لدى المشرف الذى يبلغ من العمر 64 عامًا والذى لم تتحرك أية عاطفة تجاه طفل يعد فى دور أحفاده، وفى محاولة بائسة منه تقدم الطفل بروح منكسرة إلى إحدى الإخصائيات الاجتماعيات المشرفة عليه وقص عليها ما وقع له، إلا أنه لم يقابل إلا بالصمت التام.

هل انتهت مأساة طفل فى العاشرة من عمره؟ كلا وإنما تحول إلى غنيمة وصيد لمشرف آخر قام بمثل ما فعله زميله فى العمل وقام بالتحرش بالطفل وهتك عرضه، وهنا وفى محاولة آخرى أكثر بؤسًا قام الطفل وسط حالة الإعياء الشديد التى حدثت له، باللجوء إلى إخصائية ثانية ليحكى لها مرارة تجربته الثانية، والتى ولدهشته احتضنته وقررت أن تبلغ المسئولين وحررت محضر بالواقعة ضد زملائها لينتهى بهم المطاف إلى إحالتهم للنيابة للتحقيق معهم فى الواقعة ثم حبسهم على ذمة تلك التحقيقات.

مأساة هذا الطفل، تكررت بشكل مشابه فى دار أخرى للأيتام منذ أسبوع تقريبًا، وإن كان الانتهاك لم يكن بالتعدى الجنسى وإنما بتعدى آخر وهو التعذيب والضرب، على الأطفال بشكل جماعى والتى ظلوا يعانون فيها من عنف ووحشية مشرفتين فقدتا عاطفتى الأمومة تجاههم وصلت لحد تعذيب الأطفال الرضع منهم، حتى ساعدهم القدر والمصادفة فى إظهار تعذيبهم فى إحدى لقطات الفيديو لأحد الموظفين الذى فور مشاهدة ذلك قام بالإبلاغ على الفور وحرر محضرًا وتولت النيابة التحقيق بدورها.

دار أيتام بعين شمس أو بالنزهة لم ولن تكن الأخيرة فقبلهما كانت مأساة أطفال دار أيتام مكة بالعمرانية والتى ساهم القدر أيضًا وحسابات بين زوجة وزوجها فى إبراز مخالفاته وقسوة قلب مدير الدار الذى ظهر جليًا فى أحد الفيديوهات التى التقطت له خلسة وهو يعذب بالضرب والركل والسباب البذيء زهور بريئة لا ذنب لها سوى أنهم ولدوا أيتامًا لا حول لهم ولا قوة.

الحالات متكررة والمواقف من مسئولى وزارة التضامن واحدة ولا تتغير رغم الأعباء الملقاة على كاهلهم والتى تتمثل فى تغطية كل احتياجات ومتطالبات فئات المجتمع المحتاجة وأعداد دور الأيتام المتزايدة فى كل محافظات مصر تقول إن هناك مجهودًا إلا أنه من المطلوب المتابعة وزيادة المراقبة لا التخاذل والصمت فلا رقيب ولا حسيب.

هل ستتوقف ظاهرة مخالفات دور رعاية الأيتام؟ هل ستتم معاقبة مسؤلى ملف هذه الدور التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى هل ستظل مأساة الأطفال الأيتام وتبعيتها إلى وزارة عقيمة لا وجود لها ولا لدورها على أضعف الفئات التى من المفترض أن ترعاه وتتولاه لا أعتقد.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب