يكمل الأستاذ محمد حسنين هيكل اليوم عامه الواحد والتسعين ــ رعى الله نهاراته ولياليه ــ إذ ولد فى 23 سبتمبر من عام 1923، أى بعد رحيل سيد درويش بثمانية أيام فقط، وبعد اندلاع ثورة 1919 بأربعة أعوام، وقبل أن يولد هيكل بخمسة أشهر صدر أول دستور مصرى حديث فى 19 أبريل المعروف باسم دستور 1923، والعام الذى ولد فيه صاحب «إيران فوق بركان» هجرت أم كلثوم قريتها بالدقهلية وهبطت القاهرة للمرة الأولى، كذلك شهد عام 1923 ــ 10 مارس تحديدًا ــ افتتاح مسرح رمسيس لصاحبه ومؤسسه يوسف وهبى وهو أول مسرح مصرى يستلهم النسق الأوروبى من حيث التنظيم والإدارة والإبداع.
فى السنة التى ولد فيها الأستاذ هيكل عرض أول فيلم مصرى (فى بلاد توت عنخ آمون) للمخرج الإيطالى فيكتور روسيتو، وقبل ذلك بعام واحد فقط، أى 1922، اكتشف اللورد كارتر مقبرة توت عنخ آمون بوادى الملوك فزلزل العالم لهذا الكنز المثير، وبعد ميلاد الأستاذ هيكل بعام واحد فقط التقى شوقى بعبدالوهاب فتغيرت الموسيقى وتطور الغناء.
عندما بلغ الطفل هيكل عامه الثانى أشرفت الحكومة للمرة الأولى على الجامعة المصرية، بينما كان الشيخ على عبدالرازق يفند أكاذيب الملك فؤاد ومنافقيه من السياسيين والمشايخ بكتابه المثير «الإسلام وأصول الحكم»، وحين أنهى هيكل عامه الثالث كان طه حسين يرج العقل المصرى رجًا بكتابه القنبلة «فى الشعر الجاهلى»، ولما أتم هيكل عامه الرابع ــ 1927 ــ رحل زعيم الأمة سعد زغلول فبكته مصر كلها، ولعل الطفل هيكل يتذكر دموع بعض أهله فى ذلك اليوم المشهود! وبعد ذلك بسنة واحدة فقط أى فى 1928 أنهى الفنان الرائد محمود مختار تمثاله العجيب «نهضة مصر»، وفى الوقت ذاته أعلن حسن البنا تأسيس جماعة «الإخوان المسلمون»، ليظل هيكل شاهدًا على الصراع العنيف بين التقدم والتخلف الذى كابدته مصر طوال القرن العشرين!
فى عام 1929 أكمل هيكل عامه السادس والتحق نجيب محفوظ بكلية الآداب، وشدا عبدالوهاب برائعته «فى الليل لما خلى»!
غدًا نواصل الحديث عن هيكل الأسطورة!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة