من المعروف أن التغيير والحصاد الثورى لا يتم فى غمضة عين، ولكن يتم بطريق التراكم الكمى الذى يحدث تغييرا كيفيا يشعر به المواطن سواء كان هذا فى إطار حل المشاكل المتراكمة أو الاقتراب من القضايا الشائكة أو إنشاء تلك المشروعات القومية التى يمثل إنشاؤها تحديا للمواطن والوطن فى كل الاتجاهات.. وهنا لا تجوز المقارنة بين رئيس وآخر وما تم الوعد به لإنجازه فى مائة يوم ولم يتم، وبين رئيس صدق مع شعبه فأحس مشاكله ونذر نفسه لهذا الوطن إخلاصا وإنجازا، والإنجاز والتغيير الذى تم مع السيسى وبه خلال المائة يوم الأولى من حكمه لا يجب أن يختصر فى كم الإنجاز المادى فقط، ولكن المهم والأهم هو ظهور هذه الكيمياء الحضارية وتلك الجينات المصرية القابعة فى الضمير الجمعى المصرى التى تظهر عند اللزوم وفى أوقات الشدة والتى تجمع بين الشعب والحاكم وتظهر فى حالة حب متبادل وصدق متداول وثقة موجودة بينهما بلا تكليف ودون تكلف، والعظيم أن هذا يتم فى إطار الوطن ومن أجله، وبالطبع فالوطن ليس نشيدا يقال أو شعارا يتردد أو انتماء نظريا لا مردود له، ولكن الوطن هو الإنسان المصرى الذى يحتاج إلى حضن هذا الوطن لكى يوفر له الحرية والكرامة والحياة الإنسانية التى تفرق بين الإنسان وغيره من باقى المخلوقات، صدق السيسى مع شعبه ووطنه وأدرك حجم وضخامة المسؤولية الملقاة على كاهله فتحرك فى كل الاتجاهات التى تمثل السياسة الخارجية والداخلية لإعادة واستعادة دور مصر العربى والأفريقى والعالمى وفى ظل ظروف استقطاب حاد ومشاكل متراكمة ومعقدة وفوق ذلك جماعة تسعى إلى هدم الوطن لا النظام وتنظيم دولى يؤلب الأعداء ويستغل كل التناقضات الدولية، ولكن صدقه ومصداقية الشعب معه كانا هما الزاد والزواد الذى تسلح به لمواجهة كل ذلك، وإلا ما كان يمكن أن يقدم على رفع جزء من دعم الطاقة الشىء الذى كان يعتبر من المستحيلات لكل الأنظمة قبل 25 يناير وبعدها، ومع ذلك وفى ظل استغلال الجماعة لهذا الرفع لتأليب الجماهير ضد السيسى والنظام تقبل الشعب هذا من منطلق الصدق والمصداقية، أعلن السيسى عن مشروع قناة السويس مسترجعا مناخا وطنيا يتمثل فى تأميم القناة وبناء السد العالى فعاد الانتماء للوطن بالرغم من كل الصعاب المحيطة بالوطن والمواطن، فهذه هى مصر وهذا هو شعبها الجبار الذى يجيد المفاجآت التى تتخطى كثيرا من الحسابات التقليدية.
الصدق والمصداقية هما اللذان تمثلا فى هذا التدفق والتسارع والتصارع للحصول على شهادات استثمار قناة السويس حتى وصلت حصيلة البيع أربعة وستين مليار جنيه فى ثمانية أيام فى أول سابقة مصرفية فى تاريخ الحياة المصرفية المصرية، وهذا حدث فى ظل شائعات وأقاويل وأكاذيب تحذر من الشراء بحجة هلامية المشروع واستغلالاً لفتوى دينية كالعادة بأن هذا الشراء يعتبر ربا.. الصدق والمصداقية هما السلاح الذى سيذهب السيسى متسلحا به عند زيارته لنيويورك للمشاركة فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 سبتمبر الجارى لمواجهة تظاهرات الجماعة ومن لا يريدون خيرا لهذا الوطن.. وهنا نقول إن الصدق والمصداقية يكونان بين طرفين تجمهما مصالح مشتركة وتوحدهما أهداف واحدة وهما الشعب عموم الشعب والحاكم، وتلك المصالح وهذه الأهداف هى بناء مصر الجديدة التى يشعر فيها كل مصرى بأنه مواطن كامل المواطنة له كل الحقوق وعليه جميع الواجبات، مصر التى يتساوى فيها ابن الوزير وسيادة المستشار مع ابن عامل النظافة بالكفاءة والقدرة وليس بالواسطة والمحسوبية، غير ذلك سنفقد الصدق وتتوه المصداقية ويصبح الوطن فى خطر.
حمى الله مصر من الواسطة والمحسوبية.. فمصر ملك كل كل المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة