نوارة نجم

التميمة

الأحد، 14 سبتمبر 2014 09:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«الأمن القومى».. عبارة تتردد كثيرًا فى الآونة الأخيرة، تستخدم دومًا لتبرير أى قصور، أو أى مظلمة، وعادة ما تتبع هذه العبارة عبارة أخرى موضحة: «ما تبصوا على سوريا والعراق»، وربما استفاض الشارح بالحديث عن المؤامرة الأمريكية لزعزعة مجتمعاتنا، وعن الشرق الأوسط الجديد، وكيف أن هناك خطة تهدف إلى تقسيم المنطقة لدويلات صغيرة، بحيث لا تكون هناك دولة متماسكة سوى إسرائيل، بينما ترتع الدويلات المحيطة فى صراعات طائفية وقبلية تعيدها إلى ما قبل التاريخ، وقد ينفعل المتحدث، فيبدأ فى ذكر حروب الجيل الرابع، دون أن يعلمنا بماهية حروب الجيل الثالث والثانى والأول.
لا أرغب فى التقليل من شأن هذا الكلام، لأنه قد يكون صحيحًا، بعضه أو كله، وإن كنت لا أرى فى ضرب مثال بسوريا والعراق حكمة، فما يتعرض له البلدان الشقيقان ليس حادثة غريبة على تاريخ كل من البلدين.. وبقراءة سريعة لتاريخ البلدين، ترى أن الطوائف المتصارعة الآن بينها ثارات قديمة تعود إلى قرون، وكلما حدث ضعف فى الدولة، برزت الثارات وطفت، بينما الوضع فى مصر مختلف، بسبب طبيعتها الجغرافية والديموغرافية، وإذا كان كل من العراق وسوريا مر بهذه الظروف المؤسفة فى فترات عديدة على مدى تاريخه، فأبدًا لم تمر مصر بظروف مشابهة، مرت بظروف أخرى مؤسفة تتناسب وطبيعتها.
على الرغم من ذلك، ليس من الحكمة أيضًا ألا نأخذ ما يتردد حول «الشرق الأوسط الجديد» باستخفاف مبالغ فيه، لكن المثير للتساؤل حقًا: ما علاقة خطة تقسيم المنطقة بضرورة وضع الآلاف قيد الحبس الاحتياطى، وإطلاق الإعدامات والمؤبدات كأنها جوائز مسابقات؟، وما علاقة الأمن القومى بقطع التيار الكهربى، ورفع الدعم عن الوقود؟، ما علاقة حروب الجيل الرابع بمراقبة مواقع التواصل الاجتماعى؟
قد أكون لم أفلح فى إيجاد الرابط لقصور فى ذهنيتى الاستخباراتية، لكننى مواطنة مصرية، حريصة على الدولة المصرية، وعلى الأمن القومى، ولى تساؤل بشأن شخص ما يعد تميمة الأنظمة الحاكمة لمصر على مر الأزمنة ألا وهو الدكتور أحمد زويل.
الدكتور أحمد زويل عالم، حصل على عدة جوائز عالمية مهمة، أهمها جائزة نوبل، ولم يكن زويل المصرى الوحيد الذى حصل عليها، لكنه المصرى الوحيد الذى حصل على جائزة «وولف» الإسرائيلية عام 1993، وقد سافر الدكتور أحمد زويل إلى إسرائيل لتسلم الجائزة، وقام بمصافحة الرئيس الإسرائيلى عزرا وايزمان، بل إن الدكتور زويل له دور لا يُنكر فى تطوير الصواريخ الإسرائيلية التى يتم بها قصف الأطفال والرضع، وقد برر الدكتور زويل هذا العمل بأن العلم لا وطن له.. هو وشأنه، فالدكتور مواطن أمريكى، ويعمل مستشارًا لإدارة الرئيس أوباما، وله أن يحدد ما يحلو له من اختيارات فى الحياة.
السؤال الذى يقض مضجعى: لماذا زويل فى كل وقت وعهد وحين؟ يقابله مبارك ويستعين به، يقابله مرسى ويستعين به، يقابله السيسى ويستعين به، حتى فى فترة حكم المجلس العسكرى تم اختياره فى لجنة الحكماء التى تهدف إلى «احتواء الأزمة»، أو بالأحرى احتواء الثورة.. زويل له شأن عظيم، أكبر من شأن الحكم القضائى الذى صدر لصالح جامعة النيل، وظلت السلطات تتأخر فى تنفيذه، وحين ذهب الطلاب والأساتذة لتنفيذ الحكم فى عهد مرسى، قامت قوات الداخلية بضربهم بالغاز المسيل للدموع، ولما قرر السيسى تنفيذ الحكم القضائى «طيب خاطره» بمنحه 200 فدان من الأراضى المصرية!
من المعروف أن المخابرات المصرية تقوم باعتقال كل من يذهب إلى دولة الكيان الصهيونى و«تفليته»، ولا تطلقه حتى يتم التأكد من أنه لم يتم تجنيده، أو زراعة جهاز تنصت فى فتحة أنفه، فماذا عن رجل يقطع الطريق ذهابًا وإيابًا إلى إسرائيل، ويطور سلاحها، وفوق كل ذلك يعمل فى الإدارة الأمريكية التى أخبرتمونا بأنها تريد تقسيم مصر؟








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة