لا تفسير لمواصلة العدوان الإسرائيلى البغيض على غزة برغم كل التحذيرات والاعتراضات الدولية سوى أن الدولة العبرية تستهدف قطع أية صلة تربط الفصائل الفلسطينية بحزب الله الموالى لسوريا المرتبطة بإيران!
أجل.. فإيران هى مشكلة إسرائيل الدائمة والعويصة، وهى الشبح القابع وراء الخليج، وليس غزة وفصائلها الـ 12، ففلسطين – بالنسبة لإسرائيل – مجرد كعكة صغيرة تقضم منها كل يوم قطعة منذ عام 1948، أما مصر، الجار القوى والمخيف، فقد تم تحييده على يد الرئيس الأسبق السادات الذى هرول لعقد اتفاقيات منفردة مع إسرائيل طلبًا للرضى الأمريكى، ولا تنس أن زعماء الدولة الصهيونية قد وصفوا حسنى مبارك بأنه كنز استراتيجى لإسرائيل!
لم يبق إذن إلا إيران التى يعلن قاداتها باستمرار أن زوال دولة إسرائيل قادم لا محالة، وأن لا مستقبل للعصابة الصهيونية فى هذه المنطقة، الأمر الذى يجعل تل أبيب تعيش فى رعب دائم، خاصة وأن إيران تمكنت طوال ثلاثة عقود من زرع قدم لها بجوار إسرائيل، وأعنى حزب الله وحماس، وقد ذاقت إسرائيل الأمرين على يد حزب الله ومازالت (لا تنس أنها انسحبت من جنوب لبنان بسبب هجمات رجال حزب الله على جنودها بانتظام)!
أرجو ألا تظن أن تهديدات الإيرانيين من باب الغرور السياسى، أو أن العزة تأخذهم بالإثم، ذلك أن إيران تمكنت فى ظرف عقود ثلاثة فقط من تأسيس اقتصاد قوى يستند على منظومة عسكرية بالغة التطور، فإيران على سبيل المثال تحتل المرتبة الرابعة فى العالم من حيث حجم الاحتياطى من النفط والغاز، وهى ثانى أكبر مصدر للغاز بعد قطر، وثانى مصدر للنفط فى العالم بعد السعودية، أما إجمالى الناتج المحلى للاقتصاد الإيرانى فيبلغ نحو 450 مليار دولار تقريباً، وهو رقم ضخم فى ظل حصار دائم. تبقى قدرات إيران النووية التى تحيّر الغرب وإسرائيل، ويبقى أن تعرف أنها صنعت صاروخا – فجر 3 – الذى يصل مداه إلى 2000 كم، بينما المسافة بين طهران وتل أبيب لا تتجاوز 1800 كم. ترى.. هل أدركنا الآن لماذا تدك إسرائيل غزة بمن فيها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة