تعتبر محمية الوادى الأسيوطى واحدة من المحميات الطبيعية الهامة التى تضم سلاسات نادرة من النباتات والحيوانات، حيث تحتوى على سلالات نادرة تنفرد بها مصر وليبيا من الغزلان يعرف باسم الغزال المصرى، ونوع من الذئاب المسالمة والمعروف باسم ابن آوى المسالم والذى لا يهاجم البشر، والضب المصرى الذى يصارع الانقراض، والكبش الأروى، بالإضافة إلى أنواع من النباتات الطبية والعطرية، منها نباتات السكران الذى يستخرج منه سائل يستخدم فى العمليات لتوسيع حدقة العين، كذلك الصباريات والفلورا المصرية، وغيرها من النباتات التى تعتبر أصولا وراثية لمحاصيل اقتصادية مهمة.. وطيور وصقور وحيوان الورل والغزال المصرى.
ورغم أن قانون المحميات يمنع أى شخص من البناء أو الاستيلاء على أراضى المحمية، فإن هناك بعض سكان القرى المجاورة لمحمية الوادى الأسيوطى بنوا مقابر واستصلحوا أراضى فى المحمية، وبعض الأشخاص قام بعمل محجر للرمال داخل محيط المحمية، مهددا أى أحد من مسئولى المحمية من مجرد الاقتراب، مستغلين شروط وإجراءات التقاضى حيث يتم تحرير محضر، ثم يتم عرضه على النيابة وعندما يتحول لجلسة يكون قد استغرق نحو 6 أشهر وينتهى الأمر بهروب كثير من حيوانات المحمية نتيجة صوت إطلاق النار الذى لم ينقطع منذ الثورة، وقد تم تحرير محضر بهذه الوقائع، تحت رقم 4729 جنح ساحل سليم 2014.
ومن جهته، قال إبراهيم محمود أحمد نفادى (مدير المحمية)، "إن التعديات على المحمية وصلت إلى 1500 فدان من إجمالى 8 آلاف فدان هى مساحة المحمية، حيث زاد أعداد المتعدين على المحمية فمنهم من عمل سور بارتفاع 2 متر ونصف حول 400 فدان وقاموا بتوصيل كهرباء من الضغط العالى، وتوصيل مواسير مياه، وعمل مبانى ومحجر وراء المبنى الإدارى يعمل ليل نهار، وتم تدمير حوالى 60 فدانا ونزع رمالها بعمق 25 مترا ولم يكن التعدى الأخير هو المرة الأولى فحاولوا قلب سيارتى ومرة بالسلاح هددونا ومنعونا من المرور وكل الحيوانات البرية هاجرت المكان بسبب التعديات وإطلاق النيران".
وأضاف أنهم فوجئوا أمس بأكثر من 21 شخصا هاجموا عليهم المبنى الإدارى وتعدوا عليهم بالشوم والعصى والضرب بسبب رغبة منهم فى استخدام بئر المياه الخاص بالمحمية والذى يستخدم فى رى النباتات الطبية والعشبية الموجودة بالمحمية ورغبتهم فى الاستيلاء على البئر ورى أراضيهم المتعدين عليها بالقوة، ما أدى إلى إصابة 9 أشخاص.. موضحا أنه حرر محضر رقم 4729 جنح ساحل سليم 2014 ضم 21 متهما، وهم
"ثابت.ح.ث، ومحمد.ث.ح، وحسن.ث.ح، وعبده.ح.ث، وحسين.ح.ث، وصلاح ف . م، و"إبراهيم .ع . ع"، و"صابر.ع.ع"، وأشرف.ع.ع، و"عمرو.ع"، و"حسن.م . ث"، و"مهران.ز.م"، و"محمد.ث.م"، و"سراج .م . م"، و"مصطفى . م . م"، و"محمد . ع . ح"، ومحمود . ع . ض"، و"جمال .ع . ع "، و"محمد .س . ز "، و" مصطفى س . ز "، و"أحمد . ص . ز"، مضيفا "قمنا بعمل تقارير طبية بينما ضمت قائمة المعتدى عليهم، إبراهيم محمود أحمد نفادى (مدير المحمية)، ومحمد محمود أحمد نفادى (حارس بيئى) وماهر محمود عبد الحكيم (فنى) وماهر محمد حمودى (فنى) وأحمد رضوان أحمد نفادى (حارس بيئى) وأبو الغيط سالمان حمودى (كاتب) وطلعت نور الدين (كاتب) وبهاء حسنى عبد الكريم (حارس بيئى) ونبيل جعيدى إبراهيم (كاتب، ومحمد حسان على).
وطالب مدير المحمية بضرورة التصدى بكل حسم لهذا التخريب الذى يطال المحمية.
ومن جهته، قال نادر شحاتة وكيل وزارة البيئة السابق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن هذه المحمية أنشأت عام 1997 بمساحة تصل نحو 8 آلاف فدان بمنطقة الغريب بمركز ساحل سليم، بهدف حماية أصناف من الحيوانات والطيور من الانقراض، كما تم إنشاء محطة إكثار للأصناف المهددة بالانقراض، وتم إنشاء بحيرة صناعية صغيرة لتكون مصدر لشرب الحيوانات ومحطة بها إكثار للنحل المصرى، وتم تعديل حدود المحمية عام 2003 بدلا من كونها فى وادى الحبيب أصبحت فى المطمر بمركز ساحل سليم.
وأوضح شحاتة أن التعديات على المحمية مستمرة ووصلت عام 2009 إلى 750 فدانا من مساحة المحمية، مشيرا إلى أن هذه التعديات المستمرة تعمل على إزعاج الأصناف وتهددها بالانقراض ثم زادت إلى أن وصلت 1500 فدان.
وفى نفس السياق، انتقل على الفور مسئولين بوزارة البيئة لزيارة المكان وتفقد الأوضاع وهما وحيد سلام مساعد وزير البيئة لشئون المحميات، ومحمد طلعت رئيس قطاع حماية الطبيعة بالقاهرة على إثرها تم عقد لقاء موسع بديوان عام المحافظة، وبانتهاء اللقاء قرر اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط تشكيل لجنة برئاسة سكرتير عام مساعد المحافظة لحصر أراضى المحمية الطبيعية بالوادى الأسيوطى والتعديات الواقعة عليها ودراسة وتحديد مساحات الربط لأراضى أملاك الدولة الواقعة بها تمهيداً لإزالتها ومخاطبة هيئة المساحة بمراجعة العلامات الحدودية التى تمثل الحدود الخارجية للمحمية ومطابقتها فيما تم رفعه سابقاً على أن يتم إزالة حالات التعدى المخالف للقانون.
أحد المصابين غارقا فى دمه
الإصابات بالغة بالوجه
صورة المحمية من الخارج
أحد العمال داخل المحمية
المحافظ يجتمع بممثلى وزارة البيئة لمناقشة الأمر
جانب من الاجتماع
جانب من الحضور
محمية الوادى الأسيوطى خارج السيطرة وتعديات بالجملة على أرضها.. غياب الأمن يهدد سلالات نادرة بالضياع.. والتعديات وصلت إلى 1500 فدان.. المتعدون على المحمية يقتحمونها ويهاجمون 9 من الموظفين
الإثنين، 04 أغسطس 2014 03:38 م
محمية وادى الأسيوطى
أسيوط - ضحا صالح - هيثم البدرى
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة