(افتح قلبك مع د. هبة يس).. سكة إلى يروح مايرجعش

الأربعاء، 27 أغسطس 2014 01:01 م
(افتح قلبك مع د. هبة يس).. سكة إلى يروح مايرجعش د. هبة ياسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسلت (...) إلى افتح قلبك تقول:
بداية وقبل أن أحكى عليكى قصتى أتمنى ألا تتسرعى بإصدار أحكام سلبية على، فأنا فعلا فى أسوأ حالاتى ولا ينقصنى المزيد من الهموم.. أنا عمرى 33 سنة، زوجة وأم لثلاثة أطفال، تزوجت زواجا تقليديا ولكنى أقدر زوجى وأحترمه، وهو يحبنى ويحسن معاملتى جدا، لا يمكننى أن أنكر أو أجادل فى ذلك.

قبل زوجى هذا كنت مخطوبة لآخر لمدة عامين، وكنت أعرفه وأرتبط به عاطفيا لمدة 3 سنوات أخرى قبلها، كان ذلك عندما كنت لا زلت فى المرحلة الجامعية، ولكن الخطوبة انتهت بسبب عدم تمكن خطيبى من الوفاء بالتزاماته المادية، والتجهيز للزواج فى الوقت الذى حدده له والدى، فانتهت الخطوبة، وانتهت علاقتى به وانقطعت كل الاتصالات بيننا بعدها، وذلك لأنه سافر للعمل فى الخارج بعد فسخ خطوبتنا بأشهر قليلة.

وبدأت حياتى الزوجية والعملية، وانشغلت جدا خاصة وبعد مجىء أول أولادى، ونسيت هذا الشخص الأول تماما مع الأيام، حتى وجدت منه رسالة على الفيس بوك منذ ما يقرب من 6 أشهر، لم أرد عليه فى البداية، لأنى لم أكن أعرف ما هو التصرف الصحيح، ولكنه راسلنى مرة أخرى وقال لى إنه كان يبحث عنى طوال السنوات الماضية، وأن كل ما يتمناه أن يكون بيننا تواصل ولو من حين لآخر ليطمئن على أحوالى، فقبلت صداقته ورددت عليه ردا مقتضبا.
لكنه فاجأنى بفيض قوى من المشاعر التى كنت قد نسيتها منذ زمن، قال لى إنه يشعر بأن روحه قد عادت له بقبولى صداقته، وأنه أبدا لم يشعر بمثل هذه السعادة والفرحة التى شعر بها عندما بادلته الرسائل، ومرة بعد مرة، ورسالة بعد رسالة طلب منى رقم موبايلى لأنه يتمنى أن يسمع صوتى من جديد، فوجدت نفسى أعطيه له دون أن أفكر، ربما فضول منى ورغبة منى فى سماع ما سيقوله لى، فإذا به يقول لى كل الكلام الذى كان يقوله لى منذ 15 سنة، شعرت وقتها أنى عدت إلى ذلك العمر فعلا، وأنى لم أكبر ولم أتزوج ولم أصبح أما، وكأن السنين لم تمر.

تواصلت مكالماته بشكل مكثف، فأصبحنا نتحدث طوال الليل تقريبا، وفى النهار لا يتوقف صوت رسائل الـ(فايبر) والـ(واتس آب) من على موبايلى حتى يأتى الليل فنعود للحديث مرة أخرى، لا أستطيع أن أصف لكِ مدى السعادة التى كنت أعيشها فى تلك الفترة، لدرجة أنه بدا على وجهى وعلى اهتمامى بنفسى، فقد أصبح كل من يرانى يلاحظ أنى أصبحت أصغر، وأجمل، وأكثر إشراقا وكأنى صغرت عشرة أعوام.

وبعد أن كنت أرد عليه مرة ولا أرد مرات، أصبحت أنتظر مكالماته، ثم أصبحت أتصل أنا به، بل وأبحث عنه إذا تأخر فى الاتصال، وبعد أن كنت أفكر فى زوجى وأولادى، وأذكره بزوجته وأولاده، أصبحت أطرد أى شىء يذكرنى بهم جميعا من ذهنى كلما تحدثت إليه أو راسلته، تركت نفسى وعقلى وذهنى حرفيا له، فلم أعد أشعر سوى بالسعادة التى كنت قد افتقدتها فى حياتى منذ أن تزوجت.

وحتى لا أطيل عليكِ فلم يدم كل هذا الحلم إلا قليلا، بضعة شهور فقط، بعدها فوجئت بأن زوجته عرفت بأمرى لا أعرف كيف، وإذا بها تقلب الدنيا رأسا على عقب، وتهدده بالطلاق، وبأنها ستحرمه من أولاده، بل وبأنها ستفضحه وتفضحنى عند زوجى، وستشهر به فى عمله.. طبعا كنت أموت رعبا كل يوم من أن تنفذ تهديدها، ولكنى مت قهرا وظلما وندما عندما فاجأنى بمكالمة قمة فى الإهانة بعد معرفة زوجته بالأمر بأيام، بدأ المكالمة بصوت كله فظاظة وتهديد ووعيد، قال لى (ابعدى عنى وكفاية لف ودوران ورايا، أنا بكلمك دلوقتى ومراتى سامعانى، وأنا بنفسى إلى بقولك إنك لو ماسبتيناش فى حالنا أنا إللى هعرف جوزك بكل إلى بتعمليه، أنتى شيطانة، انتى...) سلسلة طويلة من الألفاظ التى لم أكن أتخيل أن أسمعها يوما ما من أى شخص، لا منه هو بالذات، ولم تنته المكالمة عند هذا الحد، بل كان هناك فاصل آخر من السب واللعن والإهانات الفظيعة على لسان زوجته التى أخذت منه السماعة، لتأخذ دورها فى تقريعى وبهدلتى ومسح الأرض بكرامتى التى لم يتبق منها شىء.

أعرف أنى أخطأت خطًأ فادحًا، وأنى أستحق العقاب، وأنى وبكل المقاييس خائنة ومفرطة فى حق زوجى، لكنى لست رخيصة، لست خطافة رجالة، لست حقيرة إلى هذا الحد، فأنا لم أسعَ خلفه، ولم أخطفه من زوجته، ولم أكن أفكر فيه أصلا من قبل، كيف دارت بى الأيام وسمعت هذا الكلام وما هو أفظع منه ؟، وممن؟ منه هو بالذات وهو الذى يعرف تماما كيف بدأ كلامنا؟، كيف تبدلت مشاعره بهذه السرعة؟، وبهذا الشكل الحاد؟، كيف استطاع أن يقول لى مثل هذا الكلام؟، كيف سمح لزوجته بفعل هذا بى؟.. هل كان يلعب بى من البداية؟، هل خطط للانتقام منى؟، هل أراد رد اعتباره الذى فقده قديما؟.. أنا لا أنام، ولا آكل، ولا أخرج، ولا أذهب إلى عملى.. أكاد أجن.

كل من حولى يتساءلون بشكل خانق عن سبب الحالة التى أصبحت عليها، وأنا لا أستطيع أن أجيب، لا أستطيع أن أقدم شيئا لأولادى ولا لزوجى، لأنى أكاد لا أغادر فراشى من كثرة الألم والندم والحزن.

مرة أخرى أؤكد أنى أعرف أنى أستحق ما يحدث لى، ولكنى لا أعرف كيف يمكننى أن أواصل حياتى بعد الآن، وكل هذه الأسئلة تعصف بذهنى ليل نهار، فهل عندك تفسير لما حدث وللطريقة التى تصرف بها هذا الشخص معى؟.

وإليك أقول:
أعرف أن أكثر ما يؤرق ذهنك ويعذبك هو تفسير موقفه وفعلته تلك معك، لماذا فعل بك هذا؟، وهل كان يخطط له من الأصل؟، وكيف استطاع أن يتبدل بهذه السرعة والقوة؟.. سأخبرك، لكنى وقبل أن أفعل أريد أن أذكرك ونفسى وكل من يقرأ بشىء مهم جدا.. وهو أن أى خطأ فى الدنيا يبدأ بفكرة، مجرد (خاطرة)، تمر على الذهن لثوانٍ أو ربما دقائق معدودة، دون أن يدركها الإنسان وآفاق ذهبت بلا أى أثر، أما لو كان غافلا وساهيا تركها ترتع فى ذهنه، وتزور عقله وقلبه مرة بعد مرة حتى تصبح (هما)، يفكر فيها باستمرار ويتمنى أن ينفذها، فتصبح أقوى، وتصبح مقاومتها أصعب، فإن أفاق حينها تمكن من طردها، لكن بجهد أكبر بكل تأكيد، لكن إذا استمر فى غفلته وسرحانه، تحولت إلى (عزما)، فيجد الإنسان نفسه يفكر فى كيفية التنفيذ، ويخطط له، ويسعى إليه، ويركض خلفه، فيتمكن الأمر والذى كان مجرد خاطرة من الأساس منه، ويصبح رفضه شاقا، ومقاومته صعبة، وتركه مؤلما على النفس.. لهذا أذكركم جميعا ونفسى بألا نترك الفكرة أبدا حتى تتمكن منا وتعذبنا إلى هذا الحد، نحن دائما أقوى منها فى البداية، أما إذا تناسينا وتشاغلنا سنترك لها الفرصة حتى تكبر وتعظم لتصبح أقوى منا فى يوم من الأيام.

وهذا هو ما حدث معك يا سيدتى، فأنت لم تكونى تفكرى فيه من الأساس فعلا، وربما تكونى نسيتى مروره فى حياتك بصدق، لكنه عندما جاءت لك (خاطرة) استعادة الكلام الجميل والحب القديم من جديد لم تنتبهى لها وتصديها، تركتيها تكبر وتأخذ مساحتها حتى أصبحت هما يسيطر على ذهنك، فقبلتى التواصل معه، وإعطاءه رقم موبايلك، والحديث معه فيما يصح ولا يصح، ثم قررتى أن تستمرى فى مزيد من الغفلة، فأصبحتى تبعدى عن ذهنك التفكير فى زوجك وأولادك، وزوجته وأولاده، لأن الأمر أصبح لديك (عزما) على التمتع بالمزيد من هذا الجو المنعش والكلام الذى يوقظ القلب والمشاعر.. وحينها وجدتى نفسك غير قادرة على المقاومة، وغير راغبة فيها من الأساس، لولا أن الله أراد لك أن تفيقى قبل أن يصل بك الأمر إلى مداه، فقدر أن تعرف زوجته، ليبتعد هو عنك، ولينكشف الأمر كله على حقيقته أمامك رغما عنك، لهذا صدقينى أنت محظوظة بوصول الأمر معك إلى هذا الحد، وبهذه السرعة، فلا أحد يعرف إلى أى مدى كان سيصل الأمر إذا لم ينكشف أمركما.

أما عن تفسير مشاعره، فهو أغلب الظن كان يبحث عن المتعة والنشوة والإثارة فى حياته من جديد بعد سنوات من الروتين والاستقرار الزوجى، ولا شىء أقدر على جلب كل هذا إلى حياته أكثر من ذكريات حب قديم، والذى هو أنت، وبضغطة زر استطاع أن يصل إليكِ بفضل التقدم التكنولوجى الذى نحياه، فحاول معك، حاول وهو ينوى ألا يستسلم بسهولة، وألا يترك لك مجالا للرفض أو الصد، فاستخدم أساليبه القديمة وعباراته إياها التى كان يعرف أنها ستؤثر عليكِ، وتعجل من مجيئك، وأنت بدورك لم تخيبى ظنه، فاستجبتى سريعا، وابتلعتى الطعم ربما أسرع مما كان يتوقع هو.. إلى هنا ربما لم يكن ينوى الغدر بك أو الانتقام منك، فلماذا يفعل وأنت أصبحتِ مصدر المتعة والإثارة وتجديد الدماء فى حياته، تماما كما أصبحت أنت تشعرين تجاهه حينها، فمن المؤكد أنه هو الآخر شعر بأن حياته أصبحت أجمل، وأنه أصبح أصغر، وأكثر إقبالا على الحياة، فلماذا يضحى بكل هذا؟.

لكن الأمر تغير، والوضع تحول حينما ظهرت زوجته فى الصورة، فالوضع الآن أصبح أكبر وأخطر من مجرد متعة عابرة معك، فقد وجد نفسه أمام ثورة وتهديد بطلاق ونفقة وبهدلة، وتشتيت أولاد، وحرمانه منهم، بالإضافة إلى الفضيحة والشوشرة الاجتماعية، وكلها أمور لم يكن يضعها فى الحسبان من قبل، فجأة تحول الأمر إلى (يا روح ما بعدك روح)، فوجد نفسه إما يضحى بك أو يضحى ببقية حياته، فضحى بك سريعا وبدون تفكير، فأنت الطرف الأضعف فى كل هذه السلسلة، والتى سيفقدك بأقل قدر من الخسائر.. فنفذ، وانقلب عليكى، بل واستغلك فى حبك المسلسل الذى لعبه على زوجته، فتحدث إليكِ أمامها ليؤكد لها أنك أنت من تسعين خلفه، وتخططين لخطفه، وأنه هو الطرف الضحية الغلبان، المخلص الذى وإن أخطأ فلأنه ضعف تحت ضغطك وتخطيطك الشيطانى، هذا هو الأمر ببساطة، فهو فى قرارة نفسه يعرف من أنت، ويعرف أنك لست كما وصفك فى محادثته، لكنه أراد أن يوصل هذه الفكرة وهذا التصور لزوجته، فقاله لك أنتِ.. هذا كل ما فى الأمر.

وبعيدا عن كل هذا، دعينا نفكر فى الأهم، وهو ما الذى يجب عليك فعله الآن؟..
أولا عليكى بتوبة صادقة من القلب، واستغفار شديد، ولو استطعتى فلتخرجى صدقة كبيرة تكفرين بها عن هذا الذنب، ولتتأكدى أن الله يحبك، لأنه لم يتركك على هواكِ حتى يقضى عليكى، وردك عن الطريق الخطأ فى الوقت المناسب.

ثانيا عليكِ بمحاولة إصلاح حياتك، مع نفسك ومع زوجك ومع أولادك، بحيث تعيدى إليها المتعة والثراء، حتى لا تصبحى عرضة مرة أخرى لأى شىء يوهمك بأنه سيعوضك المتعة المفقودة فى حياتك.

الصفحة الرسمية للدكتورة هبة يس على الفيس بوك:
Dr.Heba Yassin










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة