البلد مش ناقصة فوضى، ولا بلطجة، كفاية علينا إرهاب الإخوان والخلايا المسلحة التابعة لأجهزة المخابرات الغربية فى سيناء وعلى حدودنا الغربية والجنوبية، لذا، على الداخلية تجفيف منابع الألتراس والضرب على أيديهم ومنعهم من جذب مزيد من المراهقين والشباب لأسلوبهم العنيف الذى حول الرياضة إلى واجهة للممارسات المرفوضة.
على الأجهزة الأمنية والرياضية التعاون لمنع الظاهرة من جذورها، فالرياضة المصرية لم تعرف الألتراس إلا منذ سنوات قليلة فى الوقت الذى نجحت أوروبا فى التخلص منهم، وكأننا استوردنا حثالة الممارسات الغربية فى المجال الرياضى، مثلما تاجر بنا معدومو الضمائر واستوردوا لنا الأغذية المشعة والمسرطنة والفاسدة، وعقدوا الصفقات المشبوهة مع المستثمرين المضروبين وقانصى الأموال الحرام بعقود مفخخة مع الحكومة بشرط التحكيم الدولى، حتى أصبحنا مستباحين فى كل المجالات.
تعززت هذه الفوضى فى ظل الانفلات الأمنى وحكم الإخوان المشبوه بعد ثورة 25 يناير، لكن الأمر تغير بعد 30 يونيو وبدأت الدولة تستعيد عافيتها والشرطة تسترد هيبتها المفقودة، مع التركيز على الأخطار الملحة وفى مقدمتها طبعا الإرهاب، لكن أعتقد أن ظواهر العنف والبلطجة وفى مقدمتها تجمعات الألتراس التى تمارس العنف فى أوقات غريبة وتثير الشكوك حول أهدافها وتمويلها والدور الذى تقوم به.
فهذه التجمعات تنفق الكثير جدا على اللافتات والشماريخ فى أدوات العنف، دون أن نعرف من أين يحصل هؤلاء المراهقون ومعظمهم فقراء عاطلون على الأموال التى يشترون بها الشماريخ، واللافتات وتذاكر المباريات أحيانا، وينظمون الرحلات وراء ناديهم، بل كيف يعيشون وينفقون؟!
مصادر أكدت سابقا أن تنظيمات الألتراس هى وحدات إثارة الفوضى ضمن حروب الجيل الرابع التى تسعى لانقلابات فى المجتمع عبر إثارة الفوضى، ورصدت عدة ممولين من رجال أعمال وسياسيين يتولون تحريك تنظيمات الألتراس فى أوقات محددة للقيام بأفعال يمكن استغلالها سياسيا كما حدث فى مجزرة بورسعيد مثلاً، فهل ننتظر على هذه التنظيمات ومن وراءها حتى تقع كارثة جديدة أم نطهر المجتمع منهم كما فعلت بريطانيا وغيرها من دول أوروبا؟! هذا هو السؤال.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة