لا أظن أن وزارة الداخلية بكل جبروتها تعرف كم عدد الموتوسيكلات التى تمرح فى شوارع القاهرة وحواريها، فتستهين بالسائرين والراكبين والجالسين؟ ولا أعتقد أن إدارة المرور بعاصمتنا التليدة تملك إحصاءات واضحة ومحددة عن مالكى هذه الموتوسيكلات وسائقيها، ولكن المؤكد أن ظاهرة الموتوسيكلات الهائمة فى أحياء القاهرة تمثل خطرًا شديدًا على حياة الناس وأرواحهم سواء كانوا من السائقين أو من المشاة. للأسف الشديد فإن الذين حكمونا طوال أربعة عقود، أخفقوا تمامًا فى تخطيط شوارعنا بشكل راق يراعى حقوق السائق والراكب والسائر، ومن ثم صارت شوارعنا بدائية جدًا، لا مكان فيها لاستيعاب الموتوسيكلات والدراجات كما هو معمول به فى المدن الحديثة، وإذا أضفت إلى ذلك أن الغالبية العظمى من المصريين لا يعرفون قوانين القيادة ولا آدابها، فتخيل حجم الكوارث التى تنتظر الناس على الطرقات، خاصة أن سائقى الموتوسيكلات لا يتورعون عن السير عكس الاتجاه أو التملص بين السيارات يمينا ويسارًا، أو الانطلق بسرعة جنونية كالوحوش الحديدية الهائجة!
المحزن فى الأمر أن عدد الموتوسيكلات فى ازدياد مستمر دون ضابط أو رابط، نظرًا لأن معظم المحلات الآن تستعين بها لتوصيل طلبات الزبائن فى البيوت، الأمر الذى يجعل قائدى هذه الوحوش الحديدية يرتكبون كل الآثام المرورية فى تحركاتهم حتى يصلوا سريعًا إلى مبتغاهم. لا يغيب عن بالك بطبيعة الحال أن عدد جرائم السرقة التى يقترفها كثير من قائدى الموتوسيكلات فاق كل حد فى أعقاب ثورة يناير ومازالت، وكم من حقائب وهواتف محمولة تمت سرقتها عن طريق الرجل الثانى، أى الذى يجلس خلف سائق الموتوسيكل. أما أكبر المآسى التى توجع القلب، فهى أن ترى رجلا يقود موتوسيكلا واضعًا أمامه ابنه الصغير، بينما زوجته تجلس خلفه حاملة ابنتها الرضيعة. إنه مشهد يصيب المرء بالهلع، فأقل خطأ مرورى سيودى بحياة هذه الأسرة. لا أعرف كيف يمكن تنظيم هذه الفوضى، ولا أدرى هل تملك وزارة الداخلية خطة لترويض هذه الوحوش الحديدية الهائجة التى تعرض حياة سائقيها وتعرض حياة السائرين والراكبين لخطر مرعب كل دقيقة؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة