بينما يستمر نزيف الدماء بغزة فقد بدا واضحًا إصرار مصر على مبادرتها دون إدخال تعديلات عليها، الأمر الذى يقابله إصرار حركة «حماس» على رفضها ليتحول الوضع إلى «صراع إرادات» بين المسار السياسى الجديد بمصر، والجناح العسكرى لتنظيم الإخوان الدولى وفرعه الفلسطينى، لكن الخاسر الأكبر فى الصراع هم أهالى غزة الذين يتكبدون ثمنًا باهظًا، لكن «حماس» التى تعانى عزلة إقليمية بعد خروجها من سوريا، تسعى لإعادة الروح وغسيل سمعة منظومة الإسلام السياسى بالمنطقة، بعد فشل تجربة حكم إخوان مصر، وهناك خاسر آخر يتمثل بالوفاق الفلسطينى الذى أجهضه تورط حماس بمواجهات مفتوحة على كل الاحتمالات، ودون أفق زمنى بالمدى المنظور، رغم الحراك السياسى الدولى الذى تشهده القاهرة لوقف هذه العمليات.
وميدانيًا هناك تسريبات تؤكد أن الإخوان وأذرعهم الإرهابية يخططون لعمليات عنف نوعية خلال الفترة المقبلة، وكشفها تقرير سيادى رصد تحرك مجموعات إرهابية تنتمى لتنظيمات مثل «أنصار بيت المقدس» و«أجناد مصر» و«السلفية الجهادية» وغيرها من الكيانات المرتبطة بحركة حماس و«ميليشيات الإخوان»، تسعى لاستهداف منشآت وشخصيات رفيعة بعمليات نوعية، وأكد التقرير أن جماعة الإخوان استعانت خلال العام الذى حكم فيه ربيبها الرئيس المعزول محمد مرسى بعناصر تنتمى لكتائب القسام، وأنها شاركت بالفعل خلال اشتباكات فضّ اعتصام «رابعة العدوية»، وكانت بالصفوف الأمامية التى اشتبكت مباشرة مع قوات الجيش والشرطة التى كانت ترابط بمحيط المنصة.
بالعودة للموقف السياسى فرغم الدعم العربى والدولى للمبادرة المصرية، فإن حماس لم ترفض المبادرة بسبب مضمونها، لكن لاعتبارات تتعلق بالمسار المصرى الجديد بقيادة الرئيس السيسى، المناوئ لتنظيم الإخوان الدولى، لهذا تعول الحركة الموالية له أيديولوجيا على «مبادرة قطرية» لتأكيد دور الدوحة الداعم للإخوان.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة