لا يمكن فهم ثورة 23 يوليو 1952 إلا إذا استوعبنا تاريخ مصر.. قديمه وحديثه، ولا نستطيع تقييم هذه الثورة بعد اندلاعها قبل 62 عامًا إلا إذا تسلحنا بمنهج علمى يضع ما حدث فى عهد عبدالناصر فى مكانه الصحيح من تاريخ مصر الحديث.
فى البداية علينا التأكيد على أن مصر ظلت طوال أكثر من ألفى عام مطمع كل القوى الكبرى فى العالم بامتداد التاريخ، فقد احتلها الفرس واليونان والرومان والعرب والمماليك والعثمانيون والفرنسيون والإنجليز، أما محمد على وأبناؤه فقد كانوا من الألبان «محمد على لم يكن يعرف اللغة العريبة والملك فؤاد كان يتحدث بها بصعوبة».
لماذا هى مطمع؟ عُد من فضلك إلى ما كتبه جمال حمدان فى موسوعته المدهشة «شخصية مصر.. دراسة فى عبقرية المكان»، لتدرك القيمة الجغرافية والتاريخية لهذا البلد النادر.
وعليه، فقد ظل المصريون طوال مئات القرون أسرى حكام أجانب ينهبونهم بالخبث والبطش، الأمر الذى جعل هذه الدولة المركزية هدفا سهلا لكل طامع ولكل غاز، حتى جاء عبدالناصر والذين معه فى 23 يوليو 1952، وأعادوا الاعتبار للمصريين وللدولة الوطنية للمرة الأولى منذ سقوط الحضارة الفرعونية!
تسلم عبدالناصر السلطة وعدد المصريين نحو 19 مليون نسمة، أكثر من 15 مليون منهم يعيشون تحت خط الفقر المدقع، ومحرومون من التعليم تمامًا، وغادر الحياة وعددنا يصل إلى 32 مليون نسمة تقريبًا أكثر من 20 مليون منهم تلقى تعليمه ويعيشون حياة كريمة.
لقد نقلت ثورة يوليو المجتمع المصرى فى مجمله إلى الأمام خطوات ضخمة من خلال إنشاء المصانع والمدارس والجامعات والسد العالى وتأسيس وزارة للثقافة ورعاية الفنون والآداب.
هل كان عبدالناصر والذين معه من الملائكة؟ بالطبع لا، فقد ارتكبوا أخطاء كثيرة، وبعضها فادح، لكن لا تنس لحظة تربص القوى الكبرى بمصر وتجربتها الوليدة فى الاستقلال والتنمية، وما إسرائيل عنك ببعيد!
مات عبدالناصر وتبخرت أحلام الناس فى الاستقلال والتقدم، وألقى السادات مصر فى حضن الاستعمار الجديد – أمريكا – وواصل مبارك ومرسى السياسة نفسها.. والآن.. ما رأيك فى ثورة يوليو؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة