نعم، المصريون زعلانين من فلسطين التى حملنا همها فوق أكتافنا، وصارت قضيتنا المصيرية التى جمعت العرب حولنا واستشهد من أبناء وطننا الآلاف دفاعا عنها، ونحب شعبها الصامد الطيب، الذى يعرف قيمة مصر ويقدر تضحياتها ولم نبخل عليها يوما بأعز وأغلى ما نملك وستبقى قضيتنا المصيرية التى تحتل صدارة الأمن القومى المصرى، فإسرائيل كانت وستبقى العدو الإستراتيجى رقم واحد وما زالت تحيك ضد بلدنا المؤامرات وتضمر الشر، ويرفض المصريون منذ أكثر من 35 سنة تطبيع العلاقات معها، فأصبح السلام باردا ثم محصورا فى أضيق نطاق على صعيد العلاقات الرسمية فقط ويواجه الإسرائيليون رفضا ونفورا شعبيا أينما ذهبوا فى بلادنا.
ونكره حماس التى تتآمر علينا وعلى شعبها ولن ينسى أى مصرى دماء شهدائنا الأبرار الذى قتلتهم غدرا وخسة قبل أذان المغرب فى رفح وهم يرفعون أيديهم بالدعاء «اللهم إنى لك صمت وعلى رزقك أفطرت»، ولن ينسوا عشرات الشهداء من شبابنا الذين استشهدوا دفاعا عن وطنهم فى الحرب المقدسة ضد الإرهاب الذى تقوده حماس ضد مصر وشعبها، حماس التى تستبيح حدودنا لتهريب المجرمين والأسلحة والمخدرات وتتآمر على سيناء وتعبث بأمنها واستقرارها أكثر من إسرائيل، ويتطاول قادتها علينا ويسخرون من تضحياتنا ويختارون دائما الدول التى تناصب مصر العداء، فيتحالفون معها، فذقنا منها أكثر مما فعلته إسرائيل تحت مظلة الأخوة والعروبة والإسلام.
اسألوا الناس فى الشوارع وعلى المقاهى وفى مواقع التواصل الاجتماعى لتعرفوا أن حماس ألحقت أضرارا بالقضية الفلسطينية، أكثر من إسرائيل التى تحتل فلسطين فى نفوس المصريين، وعلى صعيد حماسهم لقضيتهم لأن حماس خانت شعب مصر فى وقت الشدة وتحالفت مع الإخوان المسلمين فى اقتحام السجون وتهريب الإرهابيين وتسللت عناصرها تحت جنح الظلام ليقتلوا المتظاهرين، ويحرقوا أقسام الشرطة والممتلكات العامة والخاصة وخططوا مع المعزول وجماعته للاستيلاء على سيناء وأذاقوا هذا الشعب عنفا ومرارة، أكثر من أى مستعمر بغيض جثم على صدرها.
المصريون البسطاء يشعرون بالكراهية والغضب من قادة حماس الذين تركوا الشعب الفلسطينى الصامد يواجه وحده المذبحة الإسرائيلية النازية واختفوا فى خنادقهم أو ينعمون فى قصور قطر، رغم أنهم هم الذين تسببوا فيها بصواريخهم الدخانية التى لا تقتل ولا تهدم ولا تحرق ولا تصيب إسرائيليا واحدا، وبينما كان أهالى غزة يتسحرون على كؤوس الدم، كان الخائن خالد مشعل يتناول ما لذ وطاب فى قصر القرضاوى بالدوحة، ثم يصرح بعد أن امتلأ كرشه بما لذ وطاب، بأنه يستنهض نخوة الجيش المصرى، وعن أى نخوه يتحدث بائع شعبه وقضيته، وهل مصر وجيشها من السذاجة حتى يورطها فى حرب هو الذى أشعل فتيلها، ليتاجر بدماء أهالى غزة، ويستثمر أرواحهم ملايين من الدولارات التى تصب فى حساباته هو وعصابته؟ ولا أخفى عليكم أن المصريين غاضبون أيضا من أهالى غزة لأنهم يسكتون على جرائم حماس وتآمرها وتطاولها على مصر وجيشها وشعبها، ولم يخرج من صفوفهم من يدافع عن هذا البلد الطيب وشعبنا الصبور، وعندما أرسل إليهم جيشنا العظيم آلاف الأطنان من المساعدات العاجلة، حرقوا صورة رئيس مصر وعلمها بجانب العلم الإسرائيلى ولم نسمع شجبا أو استنكارا أو أسفا أو اعتذارا، وبعد ذلك تنتظرون المظاهرات العارمة تخرج فى الشوارع وتهتف: «بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين» طبعا لا وألف لا، لأن حماس دمرت قضية فلسطين فى نفوس المصريين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة