استطلاع رؤية هلال رمضان فى مصر عبر التاريخ

الأحد، 29 يونيو 2014 06:01 م
استطلاع رؤية هلال رمضان فى مصر عبر التاريخ صورة أرشيفية
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ترتبط رؤية هلال رمضان فى مصر بعادات واحتفالات خاصة تتميز بها عن غيرها من الدول، فمنذ دخول الإسلام إلى مصر، نجد أن ولاتها وقضاتها يحرصون على استطلاع هلال شهر رمضان، وكان القضاة هم من يستطلعون رؤية الهلال، إذ كانوا يخرجون مع الناس إلى جامع بسفح المقطم لرؤية الهلال، وكانت توجد هناك دكة موضوعة على مكان مرتفع عُرفت بدكة القضاة، أعدت لكى ينظروا الهلال عندها.

واستمرت هذه "الدكة" تستعمل إلى أن بنى مكانها القائد الفاطمى بدر الجمالى مسجدًا اتخذت مئذنته مرصدًا لرؤية رمضان، وقد اختلف المؤرخون حول أول قاض استطلع رؤية الهلال، فيذكر السيوطى أنه القاضى غوث بن سليمان، بينما يذكر الكندى أنه القاضى عبد الرحمن بن لهيعة.

وفيما التزم الطولونيون والإخشيديون والمماليك، باستطلاع الهلال، نجد أن الفاطميين لم يلجأوا إلى ذلك، فمن المعروف عنهم أنهم كانوا يقومون بحساب أهلة الشهور فلكيًا.

وفى عصر الدولة العثمانية، عاد موضع استطلاع الهلال مرة أخرى إلى المقطم، فكان القضاة الأربعة والفقهاء، والمحتسب، يجتمعون فى المدرسة المنصورية، ثم يركبون بصحبة أرباب الحرف إلى موضع مرتفع بجبل المقطم، حيث يستطلعون الهلال، فإذا ثبتت رؤيته يعودون بأيديهم المشاعل والقناديل إلى المدرسة المنصورية، ويعلن المحتسب ثبوت رؤية هلال رمضان، ويعود إلى بيته فى موكب حافل.

وظلت مصر تستطلع هلال رمضان، حتى بدأ العمل بالحساب الفلكى لأول مرة عام "1375هـ، 1956م"، بعد أن تعذرت رؤية الهلال بالعين المجردة بسبب كثافة السحب، فيما أنشىء أول مرصد بمصر بالقلعة عام 1838م، ثم تم نقله إلى العباسية، وفى عام 1903م، انتقل إلى حلوان.

ومنذ ذلك التاريخ انتظم العمل بالحسابات الفلكية فى مصر بجانب الاستطلاع بالعين المجردة والميكروسكوب، واستمر الأمر كذلك إلى عهد الخديو عباس حلمى الثانى الذى أمر بإنشاء دار الإفتاء أواخر القرن التاسع عشر، وأسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان، والاحتفال به، وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان.

وكان استطلاع شهر رمضان يأخذ طابعًا خاصًا لدى العديد من المجتمعات المصرية، فقد كان أهالى سيناء، يحرصون على استطلاعه من أعلى قمم الجبال، بينما كانوا يستدلون على مواعيد الإفطار والسحور بحركتى الشمس والنجوم.

وأما فى مرسى مطروح، فتتميز قبائل "أولاد علىّ" بعادات مختلفة فى استطلاع هلال رمضان، حيث يقوم البدو باختيار البدو شيخ أهل للثقة، ومعه شاب قوى البصر لاستطلاع الهلال بعد صلاة المغرب، وعند صلاة الفجر فى آخر أيام شعبان، وعندما يتأكدون من رؤية الهلال، يمر الشيخ على أهالى النجع فوق الحصان يقول لهم "اليوم تصوموا الشهر الكريم".

وفى واحة القصر بالوادى الجديد يخرج أصحاب البصر القوى إلى الجبل ليراقبوا الهلال، وإذا ثبتت رؤيته، يحضر أهل القصر طبلة كبيرة، وتلف البلد يصاحبها مجموعات كثيرة من الرجال والأطفال.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة