إبراهيم داود

التسامح

السبت، 28 يونيو 2014 11:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينجح شهر رمضان دائما فى تضميد الجراح، يرش السكينة على الخائفين، يستريح الناس على عتباته، بعد عام من الجرى بلا هدف، رمضان شهر السلام الداخلى واكتشاف أجمل ما فينا، يأتى هذا العام بعد معركة طويلة مع الظلام، يأتى بعد عودة مصر إلى المصريين وعودة الأزهر إلى الأزهريين وعودة الحياة إلى طبيعتها، كنا نستقبله بالزينة والبخور والأصوات الطيبة القديمة، استقبله هذا العام الإرهابيون بالتفجيرات والوعيد، لن ينجح أحد فى التنكيد على الناس هذا العام، لأننا فى حاجة إلى التقاط الأنفاس والتمسك بالأمل وتغيير الموضوع، تعبنا من برامج التوك شو ونجوم المزايدة، تعبنا من مناضلى الفضائيات ومحتكرى الحقيقة، تعبنا من مسممى الآبار الذين يزرعون شبكات التواصل إحباطا وبذاءات.

رمضان هذا العام أفضل بإذن الله، لأن الصورة بدأت تتضح، زهقنا من السياسة والسياسيين والمعارك الصغيرة، زهقنا من وصاية الذين يعتقدون أنهم أكثر إيمانا وخوفا على ديننا الحنيف من المسلمين البسطاء، زهقنا من الخيال القديم الذى يريد أن يعيد إنتاج الماضى، رمضان شهر الرحمة والطيبة والتسامح والمودة يعود إلى أهله هذا العام، سنبدأ غدا فى استعادة معناه ونشرب من منابعه الصافية، سنمسك فيه عن الاغتياب ونفطر فيه على صوت الشيخ رفعت والنقشبندى، سنعمل على استرداد إحساسنا الفطرى والطفولى الذى حاول المتشددون سرقته منا، يعلم الله حاجتنا إلى السلام، رغم الظروف الاقتصادية الصعبة وقلة الحيلة والحر والرطوبة، توجد ابتسامة دافئة على الوجوه، أتمنى من الله أن يجعله شهرا للتسامح، نحن فى أشد الحاجة إلى التسامح، لنستمتع بوجودنا معا.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة