لا أحد يستطيع أن يزايد على انتماء الشيخ عبود الزمر للتيار الإسلامى، فالرجل ضحى برتبته العسكرية فى أواخر حكم السادات، ليقوم بتشكيل تنظيم جهادى لقلب نظام الحكم.. وبالرغم من فشله فى تحقيق ذلك، فإن تنظيمه نجح فى اغتيال السادات فى أكتوبر 1981، فيما عرف بحادث المنصة.. عبود الزمر الذى ظل منذ 30 يونيو 2013 يناصر الرئيس المعزول محمد مرسى، ويرفض الاعتراف بكل ما حدث فى مصر، سواء إسقاط حكم محمد مرسى، أو الإجراءات التى اتخذت ضد تجمعات الإخوان فى رابعة أو النهضة، ظل الشيخ عبود على موقفه حتى أننى كنت أتعجب من إيمان آل الزمر، سواء طارق أو عبود، بشرعية «مرسى» الذى لم يتحقق فى عهده أى شىء مما كان عبود الزمر يطالب أو يؤمن به، فلم يحارب «مرسى» العدو الصهيونى الذى بسببه تم قتل «السادات» على يد تنظيم الجهاد، وفى عهد «مرسى» لم يطبق الشريعة الإسلامية، ولم يمنع «مرسى» الخمور، ولم يغلق «مرسى» محال القمار، ولم يحقق «مرسى» العدل، ولم يسر على نهج الرسول صلى الله عليه وسلم، بل على العكس تمامًا فقد تسببت سياسيات «مرسى» فى تهديد الأمن القومى، ووحدة الشعب، وكاد عقد الأمة ينفرط لولا تدخل الجيش المصرى الذى عزل «مرسى»، وأطاح بحكم الرئيس الفاشل وجماعته التى حولت مصر إلى دويلة صغيرة. هذا هو الرئيس الفاشل محمد مرسى يا شيخ عبود، هذا هو الرئيس الإخوانى الذى لم يتحمله شعبه أكثر من عام، ولهذا كان استغرابى من موقف عبود الزمر تجاه «مرسى» وإخوانه، ويبدو أن عبود الزمر بدأ يعيد حساباته وقراءته للموقف، وعلى طريقته كرجل مخابرات سابق توصل إلى أن محمد مرسى الرئيس الأسبق لم يعد يمكنه القيام بمهام منصبه، وأن القواعد العامة المستقرة فى النظم الإدارية والدول المؤسسات تؤكد أنه إذا وقع الأمير أو الرئيس فى الأسر، ومنع من مزاولة سلطاته، فإن الواجب هو اختيار رئيس جديد. وأضاف: «كيف لأسير ممنوع من متابعة الأحوال ومعرفة ما يدور فى الواقع أن يبقى قائدًا كما كان؟».. والحقيقة أن فتوى عبود الزمر الجديدة والتى خلعت «مرسى» بالثلاثة من منصبه ستعيد حسابات كل التيارات الإسلامية التى مازالت تضع يدها فى يد جماعة الإخوان، وكل من يركب حمار الشرعية الأعرج. فعبود ليس شخصًا عاديًا فى الحركات الإسلامية، والإخوان تعلم ذلك، لهذا أعتقد أن فتوى عبود ستكون بداية النهاية لتحالف الشرعية الذى أفسد البلاد، وذبح العباد باسم الشريعة والشرعية.. اللهم احفظ مصر من المتاجرين بالدين، اللهم آمين.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة