ناصر عراق

الرئيس والملك.. محادثات طائرة!

الأحد، 22 يونيو 2014 11:20 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من المرات النادرة التى تجرى فيها محادثات على أعلى مستوى بين رئيس وملك داخل طائرة.. على الأقل فى عالمنا العربى. وكم كانت اللفتة ذكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز حين توقف بطائرته أمس الأول فى مطار القاهرة – كان عائدًا من المغرب– ليجرى لقاء سريعا مع الرئيس عبد الفتاح السيسى!

ذكاء اللفتة يكمن فى أن الملك أراد أن يبعث رسالة مهمة إلى العرب والأمريكان وأوروبا وإيران، وأن المملكة بكل هيبتها وحضورها تؤيد ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو وخريطة الطريق، وأنها تبارك اختيار المصريين لرئيسهم الجديد.

لم ينتظر الملك أن يطير السيسى إلى المملكة زائرًا وحاجًا، كما فعل رئيس سابق من قبل، بل استثمر الفرصة والتقى الرجل الأول فى القاهرة، ليعلن دعمه لخريطة الطريق من ناحية، وليعرف موقف مصر من التطورات الساخنة فى العراق، بعد ظهور داعش وتهديداتها، ومن أجل المزيد من التنسيق للحفاظ على الأمن القومى العربى الذى يتعرض لخلخلة مخيفة لم تحدث منذ اتفاقية سايكس بيكو عام 1916!

الكل يعرف أن الأمريكان خسروا خسارة فادحة عندما أسقط المصريون جماعة الإخوان، لأن واشنطن تحالفت مع الإخوان ودعمتها حتى وصلت إلى السلطة مقابل حماية أمن إسرائيل، ولا تنس أرجوك أن العدو الأخطر للدولة الصهيونية الآن هو إيران، ويعاونها النظام السورى وحزب الله فى لبنان. ولأن إيران تحقق كل يوم تقدمًا كبيرًا فى التطور التكنولوجى والعسكرى، وتهديداتها صريحة وواضحة ضد إسرائيل، فالتحوط منها مشروع وضرورى.

فى ظنى أن الأمريكان لن يسكتوا على فشل خطتهم المعنونة بالفوضى الخلاقة، وكان لنا نحن المصريين الدور الأهم فى نسف هذه الخطة، حين خرجنا بالملايين ضد التخلف والجهل، وأسقطنا جماعة تتاجر بالدين، لكن الأطماع الدولية لن تتوقف، والقوى الكبرى تتلمظ دومًا للسيطرة على مقدرات أوطاننا، وهكذا أتوقع تغييرات جوهرية فى المنطقة خلال سنوات قليلة جدًا، وبعضها ليس فى صالح العرب، ويبدو أن الملك والرئيس يدركان ذلك جيدًا، فسارعا إلى اللقاء لتنسيق المواقف وصد الهجوم المحتمل!








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة