ناصر عراق

رسائل السيسى من فوق الدراجة!

الأحد، 15 يونيو 2014 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المشهد غير مألوف ومفاجئ، والدهشة تعترى الجميع حين يجدون الرئيس عبدالفتاح السيسى يقود سباقا للدراجات وسط شوارع مصر الجديدة يشارك فيه ألفان من طلاب الجامعة وكليتى الحربية والشرطة، واتحاد الدراجات، علاوة على عدد من الوزراء.

لعلها المرة الأولى التى نرى فيها رئيس الدولة بملابس رياضية يقود دراجته وسط هذا الحشد من البشر، ويسيرون وسط المناطق السكنية، صحيح أن الرؤساء السابقين عبدالناصر والسادات ومبارك كانوا يمارسون الرياضة، ولكن فى مقر إقامتهم، ومع أبنائهم أو أصدقائهم المقربين، أما السيسى فقد كسر القاعدة - وبجرأة شديدة - ليخوض السباق برفقة جموع غفيرة فى شوارع القاهرة - غير المعدة أصلا لسير راكبى الدراجات - ليبعث عدة رسائل بالغة الأهمية لأكثر من جهة وفى وقت واحد.

فى اعتقادى أن الرسالة الأولى موجهة إلى الشعب المصرى الذى كابد الأمرين طوال أكثر من ثلاثين سنة حتى يطمئن قلبه، ويخبره أن الدولة تسير فى اتجاه تعزيز الأمن والأمان، فها هو رئيس الدولة متخففا من الرسميات ويركب الدراجات ويسير فى الشوارع والطرقات، بصحبة جمع غفير من المواطنين والمواطنات.

الرسالة الثانية بعثها الرئيس السيسى إلى جماعة الإخوان ومن لف لفها، إذ إن صورته وهو بالملابس الرياضية بين المئات فى الشوارع توحى على الفور أن الرجل محاط بالمحبة، وأن المصريين اختاروه رئيسا عن قناعة، وأنهم باتوا آمنين لا يخشون الإخوان ولا من يحاول ترويعهم وقتلهم.

أما الرسالة الثالثة فموجهة إلى دول المنطقة، ففى الوقت الذى تعلن فيه منظمة «داعش» قرب اقتحامها بغداد، بعد أن سيطرت على محافظتى ديالى وصلاح الدين وبعض المدن العراقية المهمة مثل الفلوجة.. بعد هذا الزحف لمنظمة إرهابية تتاجر بالدين وتستهدف تدمير العراق.. يعلن السيسى - فى رسالة ذكية - أن مصر فى مأمن من هؤلاء الإرهابيين الجدد، وأن رئيسها وشعبها فى انسجام وتوحد، لدرجة تجعله يقود دراجته باسم الوجه مع مئات من المتحمسين المبتهجين.

تبقى الرسالة الرابعة والأخيرة، وهى إشعال الهمة فى صدور الملايين بعد طول خمود وانكماش، وهو أمر بالغ الأهمية إذا أردنا أن نبنى مصرنا الجديدة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة