محمد الغيطى

تغير المناخ والأخلاق والشعوب

الخميس، 08 مايو 2014 03:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أمس الأول كان الموضوع الرئيسى على مائدة الرئيس الأمريكى باراك أوباما هو «تغير المناخ»، ولأول مرة يجلس أوباما مع علماء الأرض من مستشاريه ليقرأوا عليه مائة ورقة كاملة، هى ملخص ما توصلوا إليه من أن مناخ الأرض يتغير، وأن الولايات المتحدة ستكون من أكثر الدول التى ستتأثر بذلك، ولكن قبل أن يقلق الرئيس كانوا قدموا له الحلول، ومن ضمنها الاتفاق مع الدول الصناعية الكبرى، خصوصًا الدول الثمانى، على اتباع أساليب صارمة فى مصادر الطاقة، والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحرارى وتصاعد الغازات، والاعتماد على البيئة النظيفة، وهذا معناه أن تكنولوجيا الطاقة القديمة سيتم تصديرها للعالم الثالث، وأيضًا معناه أن ظاهرة ذوبان القطب الشمالى التى تؤدى لزيادة المياه فى المحيطات والبحور ستنسف كثيرًا من القرى والمدن، بل الدول القاطنة فى النصف الأسفل من الكرة الأرضية، وهو للأسف النصف الأفقر، وكل هذا يعنى أنه لا أخلاق فى تفكير سيدة العالم أمريكا، وكل ما يهمها هو إنقاذ نفسها وشقيقاتها من غضبة الطبيعة وثورتها، والتقليل من مخاطر الانبعاث الحرارى وتغير المناخ، وإرسال نظم التكنولوجيا الضارة إلينا بعد أن أخذوا خيرها وكالعادة يتركون لنا شرها!

السؤال: هل فكر أحد فى هذا الملف من الخبراء عندنا؟ وهل استمع أحد من السادة المسؤولين فى الحكومة إلى نشرة أخبار رأس الساعة فى الـ«سى إن إن» وهى تزف الخبر للأمريكيين بأن البيت الأبيض يبحث مشكلة تغير المناخ فى الأرض لصالح الأمريكان وفقط؟، حتى أن أحد الأكاديميين وهو أمريكى من أصل أفريقى قال إنه سيطلب من أقاربه فى بلده الأصلى أن يرحلوا إليه، لأنه لا يضمن لهم حياة آمنة هناك.. ثم هل فكر أحد من مرشحى الرئاسة فى هذا الملف الخطير؟

أعرف إجابات الأسئلة السابقة سلفًا، وأطرحها لنفكر فى إجابة سؤال رابع، وهو: هل تغيرت أخلاق الدول أم أن العالم تحكمه منذ الأزل قوانين المصلحة؟ هذه القوانين التى تجعل كل حاكم أو رئيس دولة لا يفكر إلا فى مصلحة بلده فقط، ويعتبر ذلك من مظاهر فخره، بل يعتبره جزءًا من الممارسة الديمقراطية الشفافة.. إنه يقول لشعبه ها أنا أدافع وأسهر وأنام الليل وأستيقظ مبكرًا، وليس فى رأسى إلا الحياة الآمنة والنظيفة لكم.. البعض قد يقول إننى مثالى جدًا، وإن هذا النوع من الحكام لا يوجد إلا فى بروشورات الدعاية الانتخابية، وهؤلاء أقول لهم عندما يوجد شعب يحاكم رئيسًا، وعندما يعلم الرئيس يقينًا أنه سيسقط فى صندوق الانتخابات إذا فشل، سيوجد هذا الرئيس المثالى.. وأعتقد أن أوباما، رغم كل انتقادنا له، يتصرف كذلك، أما عندما يوجد رئيس ينظر لكرسى الحكم على أنه غنيمة للأهل والعشيرة، وأنه سلم للخلافة أو الإمارة، لأن فكرة الوطن ممسوحة من عقيدته، فهذا ليس سوى لص كبير، ومجرم أشر يسرق أحلام الشعوب، ويسفك دماءها لسلطة زائلة، ويستحق اللعنة هو وزمرته وجماعته، ولذلك أندهش من تعليق الأخ «أبوالفتوح» بتاع الإغاثة الإسلامية، وما أدراك ما الإغاثة، الأخ أبوالفتوح لم يعجبه أن السيسى طرح نفسه بناء على رغبة الشعب، واعتبر ذلك خيانة، طبعًا خيانة لأبناء إبليس وهولاكو من جماعته.. خيانة للتنظيم الدولى للإخوان، الأخ أبوالفتوح ما تراه خيانة يراه كل المصريين عنوان الوطنية والفداء، ويراكم عنوان العمالة والتجارة فى الدين والأوطان، وبئس التجارة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة