ناصر عراق

لماذا تؤيد فاتن السيسى؟

الأربعاء، 21 مايو 2014 03:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الحضور المشرق للسيدة فاتن حمامة أول أمس فى لقاء المشير عبدالفتاح السيسى مع الفنانين يشير إلى أنها تنوى إعطاء صوتها للمشير، وأنها مقتنعة بأن مصر الآن فى حاجة إلى رئيس من طراز هذا الرجل، وعندى أسباب تدفعنى إلى الاعتقاد بأن نجمتنا الكبيرة حرصت على حضور هذا اللقاء – وهى التى تتعفف كثيرًا عن الظهور - لدعم المشير فى معركة الانتخابات، وسأشرح أسبابى توًا.

ولدت السيدة فاتن فى 27 مايو 1931 أى أن وعيها العام تفتح مع مطلع أربعينيات القرن الماضى وهى فترة كان المجتمع المصرى ساعتها يجنى حصاد ثورة 1919 الثقافية والفكرية والاجتماعية، وهو حصاد غزير وبهىّ قوامه دحض الخرافات والخزعبلات وإعادة الاعتبار للعقل، علاوة على الاحتفال بالفنون الجميلة والآداب الرفيعة، بالإضافة إلى خروج المرأة من سجن العصور الوسطى واقتحامها دنيا العلم والتعليم.

فى عام 1948 كانت فاتن حمامة قد شاركت بالتمثيل فى أكثر من عشرة أفلام، وفى نهاية هذا العام «28 ديسمبر» أقدمت جماعة الإخوان على اغتيال النقراشى رئيس الوزراء، فاضطربت الفنانة الجديدة التى تحلم بمصر أبهى وأجمل، وفى سنة 1954 حاولت جماعة الإخوان اغتيال جمال عبدالناصر فارتعبت فاتن - كانت النجمة الأولى فى مصر آنذاك - وخشيت من أصحاب اللحى الطويلة القادمين من القرن الثامن عشر ليحتلوا القرن العشرين بأفكارهم المتشددة التى تخاصم العصر وتعادى الفنون وتحتقر المرأة!

أما فى عام 2012 فقد وقعت الكارثة ووجدت سيدة الشاشة نفسها تعيش فى بلد تحكمه جماعة متخلفة حيث صارت الوجوه المخيفة تطل من الفضائيات تسب وتلعن وتكفّر المجتمع والناس والفنون، فلما ذهبت إلى بيروت تلبية لحضور حفل تكريمها لم تتردد فاتن فى فضح الكارثة التى تمسك بخناق مصر وقالت بأسى إن بلدى يحكمه الآن أناس كارهون للإبداع!

من هنا بالضبط.. من الخوف على وطنها.. من الشعور العميق بأن الحال لن ينصلح إلا إذا تولى مقاليد الأمور رجل منضبط.. رجل استجاب لثورة شعب ضد جماعة مريضة ظهرت فاتن بابتسامتها المشرقة لتعلن على الملأ قلبى مع بلدى.. قلبى مع هذا الرجل.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة