بعد رحلة بحث استغرقت سبعة أشهر كاملة بين قرى أسوان المختلفة.. عثرت "مها" وفريقها على "كنز الستات"، الذى لا يوزن بالقيراط ولا يحسب بالجنيهات، سنوات من التراث الغنائى تختزنها سيدات القبائل من الأمهات والجدات، ويكشفن عنها فى مناسبات مختلفة تارة للتهنئة بمولود جديد أو زف عريس أو زيارة لبيت النبى، وتارة أخرى للتعديد ومشاطرة الأحزان.
الخوف من ضياع الكنز كان سبب بداية الرحلة كما تحكى "مها" مديرة مشروع "كنز الستات"، الذى نجح فى جمع ما يفوق 160 أغنية من أغانى نساء القبائل الأسوانية: "موت عدد كبير من سيدات أسوان والخوف من فقدان كنز التراث الغنائى بموتهن كان سبب الفكرة اللى وجهنى ليها الفنان الجنوبى محمد بشير، وسافرت ومعايا فريق كبير فى مايو السنة اللى فاتت علشان نجمع أغانى الستات واستمرت رحلتنا لحد شهر سبتمبر لفينا فيهم على 12 قرية أسوانية تنتمى ليها قبائل الجعافرة والعبابدة والأنصار هم قرى سِلوى، الحجندية، بانبان، الخطارة، المنصورية قبلى وبحرى، إدفو قرية علم الدين، دراو، العقبة، الجعافرة ومركز أسوان، وجمعنا خلال الشهور دى أكتر من 160 أغنية والقصص اللى ورا الأغانى وحكاوى ستات أسوان".
حكاية الست "فواكه" من أكثر الحكايات التى أثرت فى "مها": "فواكه كانت واحدة من ستات قبيلة الجعافرة توفى زوجها وهى عندها 30 سنة وسابلها 3 عيال ربتهم وكبرتهم، وكانت الست الوحيدة هناك اللى بتمتهن غنى الستات، كانت بتروح تغنى فى ليالى الحنة والزفاف أو الحج والعمرة، وكانت أكتر واحدة قدرنا نجمع منها أغانى لكن توفت فى حادثة طريق من شهرين بس، وأكتر حاجة عزتنى أننا سجلنا كنوزها قبل ما تموت وتدفن معها، وده الهدف الأساسى لمشروعنا".
الدخول إلى بيوت القبائل العربية وتصوير نسائهم لم يكن بالمهمة السهلة كما تحكى "مها": "فى البداية ماكانوش فاهمين الفكرة وليه بنسجل أغانيهم، لكن ساعدنا أن كان معانا فى المشروع ناس من أهالى أسوان سهلوا مهمتنا وبقينا نتنقل معاهم نسجل مع الستات فى البيوت والشوارع والأفراح والمناسبات المختلفة، وبعد نجاح التجربة بنفكر نكررها ونجمع تراث محافظات وقرى مصرية تانية".
يحتفل فريق "كنز الستات" يوم 17 مايو المقبل بختام الجزء الأول من مشروعهم فى مسرح الفلكى من خلال عرض فيلم يلخص التجربة التى عاشوها، ويحكى الفنان الجنوبى "محمد بشير" تفاصيل هذه الاحتفالية: "مجموعة من سيدات الجعافرة هيكونوا موجودين وهيغنوا جزء من أغانيهم اللى بتتنوع بين أغانى الفرح والحزن والونس وهغنى معاهم أغانى خاصة بيا بس بنفس اللون بتاع أغانيهم، لكن بموسيقى وكلمات مختلفة، حيث بدأ يندثر التراث الغنائى بسبب أن صغيرات العائلات مش حافظين أغانى التراث اللى لازم نحافظ عليها من الضياع".
مش فلوس ولا مجوهرات.. أغانى "الكف" و"النميم" فى أسوان "كنز الستات"
الأحد، 11 مايو 2014 07:21 ص
الفنان الجنوبى محمد بشير
كتبت رحمة ضياء
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة