تحدث إريك تريجر، الزميل بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والمختص بالشأن المصرى، عن الإجراءات الأمنية المكثفة التى تحيط بالمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى، متسائلا "إذا كان المشير ووزير الدفاع السابق يتمتع بشعبية جارفة فلماذا كل هذه الإجراءات؟".
ويقول تريجر، فى مقاله بمجلة فورين بوليسى، الخميس، حتى لا يخطأ أحد، فإن العديد من الإخوان المسلمين يريدون قتل السيسى.
ويقول الباحث الأمريكى البارز، إن شهوة الإخوان المسلمين للدم، فضلا عن العنف المزايد ضد قوات الشرطة والجيش، قد دفعت الكثير من المصريين لدعم شخص قوى مثل المشير السيسى بحماسة.. لكن على الرغم من أن الكثيرين ينظرون للسيسى كأملهم الأخير، لكنهم يعرفون أن انتخاب رئيس مستهدف من قبل مئات آلاف الإخوان المسلمين، هى مناورة محفوفة بالمخاطر.
ونتيجة لهذه المخاطر التى تحيط بالسيسى، والتى يقر بها أعضاء حملته، فإنه سيضطر إلى إرسال ممثلين عنه إلى الريف بدلا من الظهور بنفسه.. كما أنه يعيش فى مكان لم يتم الكشف عنه.. ويقول تريجر إنه يبقى أن نرى أن السيسى يمكنه الحكم بشكل فعال دون أن يغادر العاصمة.
ويقول الباحث الأمريكى إن الخوف مما قد يحدث بعد تولى السيسى الرئاسة، يتخلل كل نقاش حول مستقبل مصر، خاصة فيما يتعلق بهويته الوثيقة بالجيش. وينقل عن ناشط يسارى من الإسكندرية قوله: "إن الناس ترى السيسى من منظور علاقته بالجيش، لذا فإذا فقدوا الثقة فيه فهذا يعنى فقدان ثقتهم فى الجيش، المؤسسة الوحيدة التى يلتف حولها الشعب".
وحذر قيادى من حزب النور السلفى، فى مرسى مطروح، إن اعتقال آلاف الإسلاميين ساعد على انتشار التطرف العنيف من داخل السجون، وبالتالى خلق وضعا متفجرا.. ويؤكد أن الجيش المصرى هو الجيش العربى الوحيد الباقى على قوته ووحدته بعد تفكك الجيش فى العراق وليبيا والسودان واليمن.
ويخلص تريجر مقاله مشيرا إلى أن عشية الانتخابات الرئاسية الثانية لمصر فى غضون عامين، فإن السياسات المصرية هى بالفعل كارثية، وهناك كارثة أكبر فى الانتظار.. فبالنظر إلى المخاطر الوجودية لكل لاعب سياسى، فإن نوايا واشنطن الحسنة بالدفع نحو الشمول السياسى لم تحقق نجاحا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة